خاص || أثر برس شهدت الأسواق السورية مؤخراً موجة ارتفاع كبيرة سيطرت على أسعار الموز، مع اختلافها بين محافظة وأخرى ليصل سعره إلى 45 ألف ليرةً سورية في اللاذقية كأعلى سعر، يليه في طرطوس ودمشق 28 – 40 ألف ليرة سورية.
وعن دمشق، بين رئيس لجنة سوق الهال موفق فياض لـ “أثر” أن السبب الرئيسي لارتفاع سعر المـوز هو عدم الاستيراد إلى الآن أي لا يوجد قرار للسماح باستيراده من الدول المجاورة.
وأوضح أنه يوجد في الأسواق موز بلدي من إنتاج طرطوس لكن الكميات المنتجة غير كافية لسد حاجة السوق وسعره 30 ألف ليرة سورية، مشيراً إلى وجود موز مهرّب من لبنان يتم بيعه لتجار المفرق.
بدوره، أوضح عضو غرفة تجارة دمشق فايز قسومة لـ”أثر” أنه جرت العادة أن يتم السماح باستيراد المـوز في أواخر شهر تشرين الأول لسببين، الأول انتهاء موسم الموز البلدي المزروع في طرطوس واللاذقية وبانياس، والثاني وجود فائض منه في الأسواق اللبنانية، مشيراً إلى أنه “في كل عام يتم استيراد ما يقارب 50 ألف طن من الفترة الممتدة من شهر 10 إلى 4 وينخفض سعره بعد الاستيراد إلى نحو 13 ألف ليرة سورية”.
وتابع أن هذه الكميات التي يتم إنتاجها في سوريا غير كافية لحاجة السوق موضحاَ أن “المزارعين اتجهوا لزراعة المـوز على حساب الحمضيات بسبب انخفاض أسعار الأخيرة في السنوات الماضية، لتعويض خسارتهم”.
ونوه إلى أن المـوز الموجود في الأسواق لا يمكن التكهن به إن دخل تهريب إلى البلد أو أنه نهاية موسم لأن ما نراه في الأسواق نوعيته غير جيدة.
طرطوس:
من جهته، بيّن رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة طرطوس المهندس ياسر علي لـ”أثر” أن زراعة الموز تتركز في منطقتي بانياس وطرطوس، حيث تبلغ المساحة الكلية لزراعة الموز في منطقة طرطوس 418.63 دونماً موزعة بين 465 بيتاً بلاستيكياً بمساحة 186 دونماً، وأراضي مكشوفة بدون تغطية تبلغ مساحتها 232 دونماً.
وأضاف بدر: أما منطقة بانياس، تبلغ المساحة الكلية لزراعة الموز فيها 2316 دونماً، مشيراً إلى أن تقديرات الإنتاج خلال الأشهر تشرين الأول، تشرين الثاني، كانون الأول، بالإضافة لأيلول، تبلغ 5000 طن من الموز.
ولفت بدر إلى إقبال الأهالي على زراعة الموز بكثرة بوصفها زراعة اقتصادية تدر أرباحاً للمزارع، مشيراً إلى أن تجربة زراعة الموز بدأت في تسعينيات القرن الماضي، داخل صالات مغلقة ومن ثم في الأراضي المكشوفة، الأمر الذي ساعد على دخول زراعة أصناف جديدة متحملة للظروف البيئية المحلية.
درعا:
بالنسبة لزراعة الموز في محافظة درعا حيث تمت فيها تجارب سابقة لزراعة الموز، أكد مدير الزراعة بسام حشيش لـ”أثر” أنه حالياً لا تتم زراعة الموز في درعا.
وهنا أوضح أنه كانت توجد تجربة لزراعة الموز في المحافظة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي في وادي اليرموك وتمت المباشرة بزراعة شتلات الموز في الوادي ولكنها لم تنجح ولم يبصر المشروع النور.
وكان السبب الرئيسي لعدم نجاح المشروع بحسب مدير زراعة درعا، هو الظروف المناخية غير المناسبة لنجاح زراعة الموز وعدم وجود جدوى اقتصادية.
لكن لم ينف حشيش وجود بعض الزراعات الفردية للموز في بعض حدائق البيوت في الريف الغربي للمحافظة إلا أنها محدودة ومن باب الزينة والأقراط تكون بحجم صغير وغير قابلة للتسويق.
وبالنسبة لأسعار الموز في أسواق درعا، فتتراوح بين 40 – 50 ألف ليرة سورية في بعض محال الخضار والفواكه المعروفة بسبب ارتفاع السعر.
أنواع الموز في سوريا:
وبيّن أخصائي وقاية النبات المهندس الزراعي غاندي جروج لـ”أثر” أنه توجد 5 أنواع من الموز في الساحل، النوع الأول هو الموز الكناري أو الإسباني موجود في الساحل منذ 25 عاماً تم إدخاله من لبنان، ويزرع على نطاق واسع تتراوح مساحة زراعته بين 90-95 % من المساحات المزروعة في طرطوس، ويتميز بإنتاجيته العالية ويصل طول شجرة الموز إلى 2 متر في السنة الثانية لزراعته.
وأضاف جروج: النوع الثاني هو ايليت 3 بدأت زراعته خلال العام الماضي والحالي ويصل طول الشجرة إلى 3 لأمتار ويزرع ضمن البيوت المحمية، والنوع الثالث غراند 9 تم إدخاله أيضاً من لبنان وهو قريب على الموز الإسباني، والنوع الرابع هو غراند نان موجود منذ سنوات طويلة في الساحل يصل ارتفاع الشجرة إلى 5 أمتار، والنوع الخامس هو بدر رضى تم إدخاله من مصر ويصل ارتفاع الشجرة إلى 4 أمتار.
وحسب جروج، يفضل زراعة أغلب أنواع المـوز ضمن البيوت المحمية لكن مع ارتفاع طول الشجرة إلى 4-5 أمتار فإنه لا يمكن زراعتها داخل البيوت المحمية نظراً لأن ارتفاع هذه البيوت 3 أمتار، ولذلك يتجه المزارعون إلى الأراضي المكشوفة.
وأشار جروج إلى أن الصنف الأكثر إنتاجية إذا تمت زراعته داخل البيوت المحمية وحظي بالاهتمام اللازم، هو غراند نان الذي يحتاج للزراعة داخل بيوت محمية ارتفاعها 5 أمتار، حيث يتراوح وزن قرط الموز الواحد بين 30-100 كيلو غرام بعد مضي 3 سنوات على زراعته، كما لفت ايضاً إلى وجود نوع المـوز البلدي قليل الحلاوة ووزن القرط صغير، ولذلك أصبحت زراعته غير مرغوبة حيث يقوم مزارعون بقلعه واستبداله بالأنواع المرغوبة ذات الإنتاجية الجيدة.
وعزا جروج السبب وراء ارتفاع سعر المـوز في الأسواق إلى أن الإنتاج لا يغطي حاجة السوق المحلية، نظراً لأن إنتاج المـوز ليس يومياً كحال بقية الزراعات كالبندورة والخيار والفليفلة، أو كالأشجار المثمرة التي تنضج ثمارها في الوقت نفسه، وإنما المزارع يجني “قطفة” موز كل 20 بوماً ولغاية شهر.
وأكد جروج أنه إذا استمر الإقبال على زراعة المـوز وكانت زراعته ناجحة فإنه من المتوقع أن نصل خلال السنوات القليلة القادمة إلى اكتفاء الساحل من المادة، مبيناً بأن حاجة السوق المحلية في البلاد كبيرة، ودلل بأنه يدخل سنوياً إلى سوريا 100 ألف طن موز من لبنان (50 ألف طن مستورد نظامي، 50 ألف طن تدخل تهريب) ورغم ذلك لا تكفي حاجة السوق.
يذكر أنه في العام الماضي تكررت هذه أزمة المـوز وسجلت أسعار أرقاماً قياسية وصلت إلى 24 ألف في اللاذقية و18 ألف في دمشق، إلى أن تم استيراد نحو 50 ألف طن من المـوز اللبناني وطرحها في الأسواق.
لمى دياب – دمشق
صفاء علي – طرطوس