يشهد العالم أجمع اليوم ظاهرة كسوف شمسي، سيكون جزئياً في سوريا، إذ ذكرت الجمعية الفلكية السورية أن الكسوف يبدأ الساعة 12:56 ويستمر حتى الساعة 3:22 بعد الظهر وتصل أعلى نسبة لحجب قرص الشمس محلياً إلى 48%.
وحذرت الجمعية من النظر للشمس في أثناء الكسوف بالعين المجردة أو بالنظارات الشمسية، أو بأي وسيلة أُخرى (زجاج سيارات أو أفلام الصور الشعاعية)، وذلك للأضرار التي يلحقها بشبكية العين والتي ربما تصل إلى درجة العمى الدائم أحياناً.
وبالإضافة للضرر الذي يلحقه الكسـوف بالعين، سبق وانتشرت كثير من الأساطير والخرافات على مدى التاريخ، وحتى اليوم يعد كسـوف الشمس نذير شؤم في عدد من الثقافات.
وتضمنت الأساطير المحيطة بكسـوف الشمس شخصيات أسطورية تأكل الشمس أو تسرقها، وفسّر آخرون الحدث على أنه علامة غضب الآلهة المتخاصمة بعضها مع بعض بتلك الأساطير.
فمثلاً في فيتنام ظنّ الناس أن كسـوف الشمس نتج عن ضفدع عملاق التهم الشمس، وفي الصين القديمة كان يُظنُّ أن تنيناً سماوياً يتناول الغداء على سطح الشمس ما تسبب في حدوث كسوف للشمس.
ووفقاً للأساطير الهندوسية القديمة أيضاً أن الآلهة قطعت رأس الإله راحو للاستيلاء على موهيني رحيق الآلهة، فطار رأس راحو في السماء وابتلع الشمس ما تسبب بكسوفها.
أما في التراث والفولكلور الكوري فله تفسيرٌ قديم آخر، يشير إلى أن كسوف الشمس يحدث لأن الكلاب أسطورية التسمية تحاول سرقة الشمس.
أما في أساطير وخرافات الهنود الحمر، يحكي “البومو” وهم مجموعة من السكان الأصليين يعيشون في شمال غربي الولايات المتحدة، قصة أن دباً بدأ معركة مع الشمس وأخذ منها قضمة وبعد أن أخذ الدب قضمته من الشمس وحل نزاعه معها وذهب، كما تقول الأسطورة يلتقي القمر ويأخذ قضمة منه أيضاً ما تسبب في حدوث خسوفه.
وظنّت قبيلة Tewa من نيو مكسيكو في الولايات المتحدة أيضاً أن كسـوف الشمس يشير إلى شمس غاضبة تركت السماء لتذهب إلى منزلها في العالم السفلي.
واستخدم شعوب باتاماليبا الذين يعيشون في بنين وتوغو كسـوف الشمس بمنزلة لحظة تصالحية اجتماعية، فوفقاً لأساطيرهم فإن كسـوف الشمس يعني أن الشمس والقمر يتقاتلان وأن الطريقة الوحيدة لمنعهما من إيذاء بعضهما هي أن يقوم الناس على الأرض بحل جميع نزاعات بعضهم بين بعض.
وفي ثقافات عدة هناك تقاليد لظاهرة الكسوف، منها أن يجتمع الناس لقرع الطبول والقدور وبعض أدوات الطهي لإصدار أصوات عالية في أثناء كسوف الشمس، إذ يظنون أن إحداث الضوضاء يخيف الشيطان الذي يتسبب في حدوثه.
وما يزال الخوف من كسوف الشمس موجوداً اليوم وما يزال كثير من الناس في جميع أنحاء العالم يرون أن الكسوف نذير شر يجلب الموت والدمار والكوارث.
ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أن كسوف الشمس يمكن أن يشكل خطراً على النساء الحوامل وأطفالهن الذين لم يولدوا بعد، وفي عدد من الثقافات يُطلب من الأطفال الصغار والنساء الحوامل البقاء داخل المنازل في أثناء كسوف الشمس، وفي أجزاء كثيرة من الهند يصوم الناس في أثناء كسوفها لظنهم أن أي طعام مطبوخ في أثناء حدوث الكسوف سيكون سام وغير نقي.
لكن ليست كل الخرافات المحيطة بخسوف الشمس تدور عن الهلاك؛ ففي إيطاليا على سبيل المثال يُظن أن الأزهار المزروعة في أثناء كسوف الشمس تكون أكثر إشراقاً وألواناً من الأزهار المزروعة في أي وقت آخر من العام.
لكن علمياً، دحض العلماء وعلماء الفلك حول العالم أي ادعاءات من هذا القبيل، ولا يوجد دليل علمي على أن كسوف الشمس يمكن أن يؤثر في سلوك الإنسان أو الصحة أو البيئة، ومع ذلك يؤكد العلماء على أن أي شخص يشاهد كسوفاً للشمس يجب أن يحمي عينيه فقط.