بدأ الاجتماع الرباعي بين نوّاب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا في العاصمة الكازاخية “أستانا“، للعمل على مشروع خريطة طريق تطبيع العلاقات السورية- التركية.
جاء ذلك بعدما أجرى رئيس الوفد السوري، نائب وزير الخارجية أيمن سوسان لقاءات ثنائية مع الوفد الإيراني برئاسة علي أصغر خاجي، كبير مساعدي وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة، والوفد الروسي الذي يمثله المبعوثان الخاصان للرئاسة الروسية ألكسندر لافرنتييف وميخائيل بوغدانوف.
وذكرت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، إنّ “الحديث في اللقاءين دار بشأن جدول أعمال المؤتمر، وكانت وجهات النظر متطابقة حول مختلف القضايا ذات الصلة”.
كما تمت مناقشة الجوانب المتعلقة بالاجتماع الرباعي في مستوى نواب وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا، وفي هذا السياق أكد سوسان أن “الانسحاب التركي من الأراضي السورية يشكل المدخل الوحيد لأي علاقات عادية بين البلدين، أو لأي تعاون في أي مجال، مشدداً على أن مكافحة الإرهاب لا تتم بانتقائية، وأن ضمان أمن الحدود مسؤولية مشتركة للدول المتجاورة”، وفقاً لـ “سانا”.
وجدد بوغدانوف وخاجي دعم بلادهما لسوريا في الحفاظ على سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وتم الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق بين كلٍّ من سوريا وروسيا وإيران في مختلف الجوانب ذات الصلة لتعزيز الرؤى المشتركة بما يتناسب والتطورات الجارية.
وفي موازاة ذلك، التقى نائب وزير الخارجية أيمن سوسان، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون.
وكانت دمشق قد استبقت قبل إجراء الاجتماع تأكيد أنّ “الإشارة إلى التزام الأطراف بوحدة سوريا وسيادة أراضيها يجب أن تترافق مع تأكيد إنهاء الاحتلال التركي وإعلان استعداد تركيا بوضوح للانسحاب من الأراضي السورية”، لافتةً إلى أنها “لا تريد من الاجتماعات المقبلة استعادة المفردات أو تأكيد مواقف أُشير إليها في السابق بعنوانها العريض”، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” السورية عن مصادر متابعة.
في المقابل، أكدت المصادر أنّ “دمشق منفتحة على الحوار السياسي وتدعو إليه، لكنها ترى أن تحديد أسس وآليات واضحة ومعلنة لهذا الحوار سيشكّل أرضية ثابتة وقادرة على الوصول بهذا الحوار إلى الغايات المرجوة منه، وصولاً إلى تطبيع العلاقات مع أنقرة”، مشددةً على أنّ “الإشارات الفضفاضة من الجانب التركي المتعلقة بملف مكافحة الإرهاب بكل أشكاله لم تعد مقبولة”.
وتأتي هذه المواقف متشابهةً مع حديث الرئيس بشار الأسد في 12 من حزيران الجاري عندما التقى كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي أصغر خاجي في دمشق وتطرّق إلى الاجتماع الرباعي المقبل، إذ شدد الرئيس الأسد “على وضع استراتيجية مشتركة تحدد الأسس وتوضّح بدقة العناوين والأهداف التي تبنى عليها المفاوضات القادمة سواء كانت بخصوص الانسحاب التركي من الأراضي السورية أم بخصوص مكافحة الإرهاب أم بخصوص غير ذلك من القضايا وتضع إطاراً زمنياً وآليات تنفيذ لهذه العناوين، وذلك بالتعاون مع الجانبين الروسي والإيراني”.