أثر برس

أصحاب الصهاريج “آغاوات”.. تفاقم معاناة الحلبيين مع تعبئة المازوت المدعوم

by Athr Press G

خاص || أثر برس تفاقمت معاناة أبناء حلب الساعين للحصول على مخصصاتهم من دفعة المازوت المدعوم الأولى، في ظل إصرار محافظة حلب على العمل وفق الآلية التي وضعتها، رغم كل المعاناة التي سببتها تلك الآلية للمواطنين، وخاصة في ظل تطوير أصحاب الصهاريج لتلك الآلية بما يزيد من معاناة الأهالي.

الآلية التي اعتمدتها محافظة حلب لتوزيع الدفعة الأولى من المازوت المدعوم البالغة كميتها 50 ليتراً، كانت تعتمد مع بداية تطبيقها على إرسال رسائل عبر الهواتف المحمولة للمستحقين، وإخبارهم بالتواصل مع صاحب الصهريج للتوجه إليه مع “بيدوناتهم” وتعبئة مخصصاتهم، على أن يكون الصهريج متوقفاً في نقاط محددة على مسافة قريبة من جميع قاطني الحي أو المنطقة المستهدفة.

ورغم أن الصهريج كان بالفعل يتوقف في نقطة تتوسط الحي المستهدف بالتعبئة، إلا أن الحلبيين وجدوا معاناة كبيرة في الفترة السابقة لناحية حمل البيدونات المليئة بالمازوت والتي يقارب وزنها 50 كيلو غراماً، والعودة بها إلى منازلهم على اختلاف طوابقها، بعد وقوف قد يستمر لساعات في بعض الأحيان على طابور المازوت قرب الصهريج، ما جعل أهالي حلب _وفق النوادر التي بدأت تُطلق في الآونة الأخيرة_ أبطالاً في رياضة رفع الأثقال ورياضات التحمّل.

الحال أن تلك المعاناة لم تكفِ أصحاب الصهاريج، فعملوا بين الحين والآخر على القيام ببعض الإجراءات الهادفة إلى “رفع سوية شيمة الصبر” لدى المواطنين، سواء من خلال عدم الرد على هواتفهم لإعلام الأهالي بمكان وقوف الصهاريج، أو لناحية عدم الالتزام بالوقوف في مكان معقول يتوسط المناطق المستهدفة بالتعبئة، وتفضيلهم الوقوف كـ “الآغاوات” في مواقع متطرفة، بانتظار وصول المواطن الدرويش اللاهث للحصول على مازوته “الوفير” الذي يقيه برد الشتاء القارس لأسبوع أو أسبوعين على الأكثر.

وحملت الأيام الماضية تطوراً لافتاً على صعيد آلية توزيع المازوت في حلب، حيث وردت العديد من الشكاوى لـ “أثر” من مواطنين تم إبلاغهم بإمكانية الحصول على مخصصاتهم، ليتفاجؤوا بعد التواصل مع صاحب الصهريج أنه ليس في منطقتهم بالأصل، وبأنه ينتظرهم ضمن ساعات محددة في إحدى الكازيات، وعلى سبيل المثال ما حدث مع بعض أهالي حي شارع تشرين الذين أخبرهم صاحب الصهريج خلال التواصل معه بأنه ينتظرهم في محطة “البدوي” قرب قرية “كفر حمرة” بريف حلب الشمالي!.

ويبدو أن كل ذلك التفاقم والممارسات المسيئة والمعاناة لدى المواطنين، لم تكن بكافية لأن تبعث الشفقة في قلوب معظم أصحاب الصهاريج، والذين ما تزال الجهات الرقابية بين الحين والآخر تضبط العديد منهم وهم يتلاعبون بالعدادات ويسرقون ليترات المازوت بالجملة والمفرق من مخصصات المواطنين، بغية بيعها في السوق السوداء بأرقام مضاعفة، وتحقيق أرباح ومكاسب إضافية على حساب المواطن، دون أي رادع أخلاقي.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً