تستمر الاحتجاجات في محافظة السويداء، للأسبوع الرابع على التوالي، وسط تسريبات تؤكد وجود تدخلات عربية ودولية، منها تعمل لتأجيجها وأخرى تعمل للتهدئة.
وبعد أيام من الكشف عن اتصال جرى بين السيناتور الأمريكي فرينش هيل، وأحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، للاطلاع على آخر مستجدات احتجاجات السويداء، أفادت مصادر دبلوماسية أردنية بأن عمّان شكلت خلية أزمة لمتابعة ما يجري في محافظة السويداء وإجراء الاتصالات مع دوائر القرار السوري ولجان التنسيق الأمريكية الموجودة قرب المنطقة وأيضاً الحكومة العراقية، وذلك بالتوازي مع مراقبة الأردن أمنياً لأي تحركات عند حدوده وما يجري في العمق السوري.
تفاصيل اللجنة التي شكلتها الأردن
ونقلت صحيفة “رأي اليوم” عن المصدر الدبلوماسي االأردني تأكيده أن الأردن الذي تجمعه مع السويداء حدود مشتركة، يراقب عن بعد مسار الأحداث ويستمر في جمع المعطيات والمعلومات.
وأوضحت الصحيفة أن خلية الأزمة الدبلوماسية الأمنية الجديدة هدفها تثبيت تلك المتابعة والمراقبة وتزويد دوائر صناعة القرار بأي معلومات ومعطيات تخص ما يحصل في محافظة السويداء حرصاً على بقاء المعلومات طازجة وللمساعدة في رسم السياسيات اللازمة، مشيرة إلى أن الأردن يتعامل باهتمام مع تدحرج وتطورات الحراك الشعبي في المحافظة.
ويفترض _بحسب الصحيفة_ أن تساهم تقييمات الخلية المشكلة بتقديم رؤية أوضح عن ما يجري داخل السويداء حرصاً على أمن حدود الأردن، خصوصاً مع وجود عشرات الكيلومترات من المواقع الحدودية المشتركة بمحاذاة مدن السويداء وأريافها قرب البادية الشمالية الأردنية.
وفي 29 آب الفائت نقلت صحيفة “الديار” اللبنانية عن مصدر دبلوماسي، تأكيده وجود نشاط أمريكي في سوريا والعراق والأردن، مشيراً إلى أن العاهل الاردني استقبل سابقاً، رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيش الأمريكي الفريق أول مارك ميلي، وبحث معه الوضع في المنطقة والتعاون بين البلدين، وعودة العمل في غرفة “موك” التي تضم تحالفاً أمريكياً– عربياً، وكانت تدير العمليات العسكرية في سوريا.
محاولة روسية
في السياق نفسه، أُجري قبل ثلاثة أيام، لقاء بين السفير الروسي في الكيان الإسرائيلي، برفقة وفد رفيع من السّفارة، مع الرئيس الروحيّ للطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة موفق طريف، وتركز النقاش على الأوضاع في السّويداء، وفق ما أكده حساب “الشيخ طريف” في موقع “فيسبوك”.
وأشارت صحيفة “عكاظ” السعودية إلى أن زيارة السفير الروسي طريف جاءت للتأثير بالشيخ حكمت الهجري، في السويداء والتأثير في سير الاحتجاجات، إذ يرتيط الهجري مع طريف بعلاقة المرجعية فضلاً عن العلاقة الشخصية.
ارتباط أمريكي واضح
كشف الكاتب والمعارض السوري ماهر شرف الدين في حسابة في موقع “X”، قبل ثلاثة أيام عن اتصال أُجري بين السيناتور الأمريكي قريتي هيل، وأحد شيوخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء الشيخ حكمت الهجري، واطلع هيل، في الاتصال على مستجدات الاحتجاجات في السويداء، كما استفسر عن الواقع الأمني في المحافظة.
وأعرب هيل عن ارتياحه إزاء التواصل مع الهجري، مشدداً على ضرورة بناء علاقة وطيدة ومستمرة مع الهجري، مشيراً إلى أن سلامته الشخصية تعد “موضع اهتمام خاص”.
تشير التقديرات الأمريكية إلى أن واشنطن مستفيدة من حراك السويداء، وتحاول الحفاظ على استمراريته، وفي هذا السياق، نشر قبل أيام “معهد واشنطن للدراسات” تقريراً أفاد فيه بأن “الاحتجاجات في السويداء يمكن أن تضغط على الدولة السورية لتلبية المطالب الأمريكية، وتمنح واشنطن نافذة أخرى لاستخدام النفوذ الاقتصادي والعقوبات للحصول على تنازلات من دمشق على طاولة المفاوضات”.