تزامناً مع دخول العدوان على غزة يومه الـ 62 على التوالي، ارتفع عدد الشهداء في القطاع إلى أكثر من 17 ألف شهيد.
حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، عن استشهاد 350 شخص خلال الـ 24 الساعة الماضية ليرتفع عدد الشهداء إلى 17177 مع وجود أكثر من 46 ألف إصابة.
وأضاف المتحدث باسم الصحة، أن الوضع الصحي في رفح كارثي والإمكانيات الصحية لا تتناسب مع الاعتداءات وأعداد النازحين إلى المدينة، موضحاً أن رفح شهدت مجازر مروعة في الساعات الأخيرة أسفرت عن استشهاد 22 شخصاً وجرح المئات.
وتابع القدرة: “قطاع غزة يعاني من مجاعة تؤثر على الأطفال الرضع والجرحى والمرضى المصابين بأمراض مزمنة”، مشيراً إلى أن هناك 46 ألف إصابة جراء العدوان الإسرائيلي خرج منها 407 فقط عبر معبر رفح.
بدوره، الهلال الأحمر الفلسطيني أشار إلى إنشاء وحدة طبية ميدانية لاستقبال الجرحى رغم كل الصعوبات، شمالي القطاع، لافتاً إلى أنّ 60% من الجرحى في غزة بحاجة للخروج فوراً من القطاع لتلقي العلاج، بينما تتعمّد قوات الاحتلال اعتقال المرضى والجرحى والتنكيل بهم وبالطواقم الطبية ومنهم المسعفون.
وذكر الهلال الأحمر أن القطاع الصحي في غزة منهار تماماً وبحاجة إلى إسناده بكوادر من خارج القطاع، محذراً من كارثة صحية وبيئية.
من جهته، أكد موقع “الميادين” أن النظام الصحي “منهار بشكل كامل في القطاع، ولا سيما في المناطق الشمالية حيث يستشهد عدد من الجرحى بسبب عدم توفر الأدوية”، مضيفاً أن 20 جريحاً فقط سيخرجون عبر معبر رفح.
من جانبه، اعتبر المفوض العام لمنظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن القصف الإسرائيلي في جنوب غزة يزيد من النزوح الجماعي، وأن عمليات إيصال المساعدات تتعرض للمزيد من الخنق.
وفي بيان صادر عن الأونروا، انتقد لازاريني استئناف العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وتوسعها أكثر باتجاه الجنوب، مشدداً على أن ذلك “يكرر أهوال الأسابيع الماضية”.
وشدد لازاريني على أن القصف الذي تشنه القوات الإسرائيلية “لا يزال مستمراً في أعقاب أمر إخلاء آخر لنقل الناس من خان يونس إلى رفح”، مضيفاً: “هذا الأمر تسبب بخلق حالة من الذعر والخوف والقلق، كما اضطر ما لا يقل عن 60 ألف شخص إضافي إلى الانتقال إلى ملاجئ الأونروا المكتظة أصلاً، مع مطالبة المزيد من الأشخاص الحصول على ملجأ وقد نزح الكثيرون بالفعل أكثر من مرة هرباً من الحرب في أجزاء أخرى من غزة”.
وتابع “الوصول إلى المياه محدود، حيث منعت العملية الإسرائيلية الوصول إلى أكبر محطة لتحلية المياه في غزة والتي كانت توفر في السابق مياه الشرب لما مجموعه 350 ألف شخص، وقد يتوقف عن العمل أكبر مستشفى في جنوب غزة يضم أكثر من ألف مريض مُقيم ويأوي 17 ألف نازح بسبب نقص الإمدادات وعدم كفاية العاملين”.
وبحسب بيان الأونروا فإن ما يقارب من 1.2 مليون نازح في القطاع يقيمون في 156 منشأة تابعة للأونروا، و10 آلاف نازح في المتوسط يتواجدون في كل ملجأ واحد تابع للأونروا، بالإضافة إلى أن 1.8 مليون شخص، أو 80% من مجموع سكان القطاع أجبروا على الفرار من منازلهم، تستضيف منهم الأونروا حالياً نحو 1.2 مليون في الملاجئ، بما في ذلك الجنوب.
وذكرت أن ملاجئها في الجنوب، والتي يبلغ عددها حوالي 70، مكتظة أصلاً ولا يمكنها استيعاب المزيد من الناس، وأنها تستضيف بالفعل نحو 600 ألف شخص، مشددة على أن هذا أكبر نزوح للشعب الفلسطيني منذ عام 1948.
وكانت الأونروا أعلنت في وقت سابق أن قطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم، ولا توجد منطقة آمنة فيه.
يذكر أنه منذ انتهاء الهدنة، ارتكب الاحتلال أكثر من 77 مجزرة راح ضحيتها أكثر من 1248 شهيداً، فيما ما زال مئات الشهداء تحت الأنقاض، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشال جثامينهم.