خاص|| أثر برس بعد انهيار بناء سكني في حلب أول أمس الأحد، تساءل عدد من السوريين حول ما إذا كان للهزات التي تحدث عادة تأثير، لذلك تواصل موقع “أثر” مع المدير العام للمركز الوطني للزلازل في سوريا د. رائد أحمد، الذي أوضح أن تأثير الهزة الأرضية على الأبنية يرتبط بمدى قدرة البناء على مقاومة الحمولات القصية الزلزالية.
وأوضح د.أحمد لـ “أثر” أن الهزات التي حدثت في الآونة الأخيرة هي هزات بقدر أقل من 5 درجات وبعيدة عن مدينة حلب مشا يعني أن تأثيرها على البناء المنهار محدود ولا يمكن أن تؤدي إلى انهياره إلا إذا كان هناك خللٌ ما في التخطيط أو التصميم أو التنفيذ أو تقصير بدراسات تربة التأسيس في موقع البناء.
وأكّد د.أحمد أن الهزات الأرضية التي حدثت مؤخراً في سوريا ليست العامل الرئيسي والحاسم لهدم أي بناء لأسباب مختلفة إلا أنها قد تكون عاملاً مساعداً عند وجود خلل في البناء نفسه وعدم القيام بالدراسات المطلوبة عند الإنشاء.
ولفت مدير العام للمركز الوطني للزلازل إلى ضرورة التقيّد بالاشتراطات والاحتياطات الواردة في الكود الهندسي السوري لمقاومة الزلازل والتي من الممكن أن يساعد في التخفيف من الأضرار الاقتصادية والبشرية وتمنع حدوث هكذا انهيارات.
وبيّن لـ “أثر” أنه منذُ عام 2020 لتاريخه حدثت 448 هزةً أرضية ضمن مساحة سوريا تراوحت قوتها بين 1 إلى 4.7 درجات أي خفيفة إلى متوسطة الشدة.
وأضاف د. أحمد أن الهزة الأرضية التي حدثت شمال إدلب في 18 كانون الأول 2022 أدت إلى تحرك الفوالق المرتبطة بصدع الغاب وانتقال الطاقة إلى الجنوب، حيث حدثت هزة شمال غرب حماة بقدر 4.4 بتاريخ 12 كانون ثاني 2023 ولاحقاً الهزتين اللتان حدثتا غرب حمص بقدر 4.3 و4.2.
ولفت إلى أن الزلزال هو تفريغ للطاقة الكامنة على شكل اهتزازات بتسارعات مختلفة وهو أيضاً تفريغ للطاقة في مكان حدوثه وتجميعها في مكانٍ آخر، مضيفاً “وبيّنت دراسة قاعدة البيانات الزلزالية على أن احتمال حدوث هزات متوسطة الشدة كالتي حدثت مؤخراً أو أعلى قليلاً تبلغ 4% فقط”.
وأشار د.أحمد إلى أنه لا يمكن التنبؤ بالضبط بحدوث الزلازل؛ ولكن يمكن إعطاء مؤشرات لها والمواقع المحتملة لحدوثها كما يمكن رصدها وتسجيل بياناتها لتستخدم لاحقاً في التصميم لمقاومة الزلازل، متابعاً “يمكن استخدام نظام الإنذار المبكر عن الزلازل باستخدام الفرق الزمني البسيط (ثواني) بين الموجة الأولية والثانوية في المنشآت الحيوية والحساسة منعاً لحدوث كوارث وخسائر كبيرة وسنعمل على تحسين عمل الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي لضمان سرعة نقل البيانات الذي سيمكننا لاحقاً من التحليل وتوجيه الرسائل اللازمة”.
وبالنسبة لتنبؤ الحيوانات من حدوث الهزة قبل الإنسان، أوضح مدير مركز رصد الزلازل د. رائد أحمد لـ “أثر” أن هذه القاعد أثبتت عدم جدواها، لكن العلماء حاولوا استقراء تصرف سلوك الحيوان، ولم ينجحوا فيها غير مرة واحدة في السبعينات بدولة الصين، وبالتالي هذه القاعدة ليس حقيقة ثابتة، منوّهاً بأن احتمال حدوث الزلزال أو الهزة يعتمد على قاعدة بيانات وأرقام ودراسة.
وكان توفى 18 شخصاً جراء انهيار بناء سكني مكوّن من خمسة طوابق فجر الأحد، في حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في مدينة حلب، فوق رؤوس قاطنيه، وذلك بسبب تسرب المياه إلى أساسات المبنى.
ديما مصلح