كشفت المنظمة الدولية للهجرة عن عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم على طريق الهجرة خلال عام 2024 الفائت.
حيث قالت المنظمة في بيان: “ما لا يقل عن 8938 شخصاً لقوا حتفهم على طرق الهجرة حول العالم خلال عام 2024، في رقم يُعد الأعلى منذ بدء توثيق تلك الحوادث”، مضيفة: “العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، نظراً إلى أن العديد من حالات الوفاة لم توثق”.
وتابعت: “العدد المتزايد لوفيات المهاجرين في أنحاء العالم هو مأساة يمكن تجنبها ولا ينبغي القبول بها”.
وأوضحت المنظمة أن “2452 شخصاً تم تسجيل وفاتهم في البحر الأبيض المتوسط، البوابة الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا، فيما سجّلت آسيا وأفريقيا وأوروبا أعداداً قياسية من الوفيات في العام 2024، بحيث بلغ عددها 2778 و2242 و233 على التوالي، في حين لم تتوافر بعد البيانات النهائية للأمريكتين، لكن الأرقام حتى الآن تظهر وفاة ما لا يقل عن 1233 شخصاً”.
ولفتت المنظمة إلى أن العام الماضي سجل زيادة ملحوظة في عدد الوفيات، مقارنة بـ2023 الذي شهد مصرع 8565 شخصاً على طرق الهجرة، وهو ما كان حينها أعلى رقم يتم تسجيله خلال السنوات العشر الأخيرة.
وكانت المنظمة قد أوضحت أن حصيلة عام 2023 كانت أعلى بنسبة 20 في المئة من عام 2022، مما يعكس تفاقم الأزمة، ويدق ناقوس الخطر بشأن الحاجة إلى تحرك دولي عاجل للحد من الخسائر في الأرواح، مشية إلى أن أرقام العام 2023 تجاوزت الرقم القياسي المسجّل في 2016، عندما قُتل 8084 مهاجراً خلال محاولات عبورهم.
ولا يزال غياب قنوات الهجرة الآمنة والقانونية يمثل أحد أبرز الأسباب التي تدفع مئات الآلاف من الأشخاص سنوياً إلى اتخاذ قرارات محفوفة بالمخاطر، ما يعرّض حياتهم للخطر في أثناء التنقل عبر طرق الهجرة غير النظامية، وفق ما أكدته المنظمة الدولية للهجرة.
وفي 17 من آذار الجاري، انقلب قارب يحمل أكثر من 20 مهاجراً سورياً قبالة سواحل قبرص، أنقذت السلطات القبرصية شخصين منهم، وانتشلت سبع جثث، في حين ما يزال مصير أكثر من 11 شخصاً مجهولاً.
وتفيد آخر البيانات بأنّ عدد ضحايا غرق قارب الهجرة غير النظامية بلغ 7 أشخاص، وفقاً للإعلام الرسمي القبرصي، جميعهم سوريون، وقد انتُشلت جثثهم على بُعد 30 ميلاً بحرياً جنوب شرقي رأس غريكو في قبرص، علماً أنّ الترجيحات تشير إلى أنّ هؤلاء انطلقوا من مدينة طرطوس، الواقعة على الساحل السوري، على متن قارب متوجّه إلى جزيرة قبرص.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أكدت مواصلة مناشدة الدول السماح للسوريين بالوصول إلى أراضيها، وضمان الحق في طلب اللجوء، واحترام مبدأ عدم الإعادة القسرية في جميع الأوقات، داعية الدول “بعدم إجراء عمليات إعادة قسرية للسوريين والمقيمين الدائمين السابقين في سوريا إلى أي جزء من البلاد”، مشيرة إلى أن “الوضع الأمني ما يزال متقلباً، وأن بعض السوريين يشعرون بعدم الأمان للبقاء”.