خاص || أثر برس
فقد عينه في السنة الثالثة من عمره نتيجة الحرب القاسية على سورية، الطفل أمجد محمد جزار خرج من مدينته أريحا الواقعة في ريف محافظة إدلب ليلة الثامنة والعشرين من الشهر الثالث عام 2015 هرباً من أتون المعارك مع عائلته، وفي طريقه إلى برالأمان أصيب بشظايا قذيفة هاون سقطت بالقرب منه، ليبقى بعدها 8 ساعاتِ حتى تتمكن والدتهُ من إيصاله لمشفى مدينة السقيلبية.
أمجد يعيش حالياً في مدرسة للأسر المهجرة في مدينة حماة مع والدته وأخوته الأربعة، ويدرس حالياً في الصف الثاني الابتدائي وعمره 7 سنوات، فاقداً والده الذي قضى في عام 2013 عندما كان عمر أمجد سنة واحدة فقط.
وتقول والدته السيدة إيمان فضل في حديث لها مع مراسل “أثر برس”: “إصابه أمجد كانت قاسية بالنسبة لي، كونهُ فقد عينه بالكامل نتيجة عدم قدرتنا على إسعافهِ بشكل سريع، في البداية كانت معاناته كبيرة، ولكن مع مرور الوقت تأقلم مع إصابته وكان أقوى منها وهذا الأمر فأجاني صراحة”.
إصابة أمجد لم تمنعه من السعي نحو إكمال دراسته وتحقيق حلمه، تقول والدته: “أمجد يدرس حالياً ونال درجة بتقدير ممتاز في الفصل الدراسي الأول وشهادات تميز، ويمارس حياتهُ بشكل طبيعي مع أصدقائه في مركز الإيواء الذي نقيم به”.
وأضافت: “أمجد بحاجة لتوسيع عدسة كرة العين في الوقت الحالي والظرف المالي لا يسمح لي بذلك، فأنا أعيش مع أطفالي على راتبي الوظيفي ونأمل بتحسنه في الوقت القريب”.
أما أمجد فإصابته رسخت طموحه، إذ يقول: “طموحي أن أصبح في المستقبل طبيب عيون لأتمكن من معالجة الأطفال الذين لديهم إصابة مثلي، وأن أحقق رغبة والدتي التي عوضتني عن أبي (رحمه الله).. والحياة حتى بعين واحدة أشاهدها جميلة”.
عبد الغني جاروخ – إدلب