أثر برس

أمريكا ترسم سيناريو ما بعد الانسحاب من سوريا

by Athr Press Z

تزايدت الروايات حول انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، والاختلافات فيما بينها كان من قبل الأطراف الأمريكية بحد ذاتها، فعندما يصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب، ينفي البيت الأبيض هذه النية، واليوم يتحدث وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس عن حوارات في البيت الأبيض حول القوة البديلة لأمريكا في سوريا، مما يثير العديد من الأسئلة حول هذا الانسحاب المفاجئ، ليجيب عنها المراقبون في الصحف العربية الأجنبية.

فاعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن هذا الانسحاب جاء لخدمة المصلحة الروسية في سوريا، حيث قالت:

“يمثل الانسحاب الأميركي هدية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو أمر غير مستغرب من ترمب الذي أبدى حباً مستمراً لبوتين، لكن تعزيز الوجود الإيراني في سوريا على حساب إسرائيل يدمر أحد أركان سياسة ترمب الخارجية.. كما يمثل انسحاب القوات الأمريكية طعنة في الظهر للمعارضة السورية المسلحة”.

ولفتت صحيفة  “ديلي صباح” التركية إلى أن الوقائع جميعها تشير إلى أن هدف محاربة “داعش” من قبل أمريكا في سوريا بات ثانوياً جداً، معلنة عن أهداف أمريكية أخرى من وجودها في البلاد، حيث ورد فيها:

“لقد بات من الواضح أن القضية لم تعد القضاء على داعش، بل أصبحت إيجاد توازن جديد للقوة في سوريا وخارجها، تحولت الحرب على داعش إلى هدف ثانوي في الوقت الحالي، ويعاني الجيش الأمريكي من مشكلة إيجاد مبرر للبقاء في سوريا في إطار القانون الأمريكي الذي لا يسمح للجيش بالعمل في أراضي أجنبية إلا في حالة محاربة الإرهاب”.

أما “العرب” اللندنية فتناولت ملف الأكراد في حال خرجت أمريكا، حيث قالت:

“أتى كلام الرئيس دونالد ترامب عن انسحاب قريب من سوريا ليشكل صدمة إضافية للأكراد الذين صدقوا وعود جنرالات البنتاغون بعدم التخلي عنهم، خاصة أنهم نشروا أكثر من عشر قواعد في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ولذا ربما جاء استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوفد قسد في الإليزيه بمثابة رسالة واضحة لتركيا في لحظة تخبط أميركي.. لا تبدو طرق الذهاب نحو حل واقعي وعادل في سوريا سالكة ومعبدة، بل إن الذي يجري يكرس تقاسم الكيان السوري بين مناطق نفوذ، ومخاطر طفرات عنف أو حروب إقليمية في سياق تصفية الحروب السورية وهذا بالطبع إلى جانب استعصاء العقدة الكردية”.

تشير الآراء في الصحف العربية والأجنبية إلى أن انسحاب أمريكا من سوريا سيتبعه سيناريوهات جديدة ترسمها أمريكا مع روسيا التي تتقرب من تركيا في الفترة الحالية، وربما فرنسا التي لا زالت تلمح بإرسال قواتها إلى سوريا، أما المتضرر فهم الأكراد السوريين، كما أن الحقيقية التي لم تعد محتاجة إلى نقاش بعد كل ما ذُكر هو أن “داعش” لم يكن ولا بأي فترة من الزمن هدفاً للقوات الأمريكية في سوريا.

اقرأ أيضاً