أصدر مكتب مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا “مايكل راتني”، اليوم الأربعاء، بياناً توضيحياً لموقف واشنطن من التطورات الأخيرة في محافظة إدلب، إثر السيطرة الكاملة لـ“هيئة تحرير الشام”( “جبهة النصرة” وحلفاؤها) التابعة لتنظيم القاعدة على معظم المحافظة.
وجاء في البيان، “شهد الشمال السوري في الأسبوع الماضي إحدى أكبر مآسيه، حيث شنت “هيئة تحرير الشام” وعصابة “الجولاني” على وجه الخصوص أحدث عدوان لها على الشعب السوري وعلى الفصائل، إن إقدام “القاعدة” على القيام بهذه الخطوات يضع مستقبل الشمال في خطر كبير، لخدمة أهدافه الشخصية والحزبية الضيقة ويتعين على الجميع أن يعرف أن “الجولاني” وعصابته هم من يتحملون مسؤولية العواقب الوخيمة التي ستلحق بإدلب”.
وأشار البيان على أن ما تسرب من فتاوى من شرعيي “الجولاني” حول قتل الأطراف الأخرى واستباحة الدماء والممتلكات يدل على أن فكر “القاعدة” ما زال مترسخاً في عقلية “جبهة النصرة”، وأضاف “إن تغيير اسم الجماعة لا يغير من هذه الحقيقة، وإن “جبهة النصرة” وقياداتها المبايعة لـ “القاعدة” سيبقون هدفاً للولايات المتحدة الأمريكية أيا كان اسم الفصيل الذي يعملون تحته، وهذا التصنيف يشمل الجماعة والأفراد”.
ولفت البيان إلى أن “هيئة تحرير الشام” هي الكيان الاندماجي، وكل من ينضم لها يصبح جزءاً من شبكة “القاعدة” في سوريا، وإن خطة “جبهة النصرة” بالاختباء وراء إدارة مدنية مزعومة هي مجرد أساليب مراوغة مكشوفة وعقيمة، هدفها الالتفاف على التصنيف، والأهم من ذلك هي محاولة لخديعة الشعب السوري، ونحن نعتبر هذه الإدارة مجرد واجهة زائفة”.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة لن تتعامل مع أي واجهة يتم إنشاؤها للتغطية على “جبهة النصرة”، أو تكون “جبهة النصرة” مشاركة فيه، وأنه ستم اعتبارها ملحقاً لمنظمة إرهابية وامتداداً لـ”الجبهة”.
ونوه البيان بأن الولايات المتحدة تعلم أن هناك أطرافاً انضمت لـ”هيئة تحرير الشام” لأسباب تكتيكية محددة، وليس لتوافق فكري أو إيديولوجي، وأن واشنطن تنصح الجميع بالابتعاد عن “الجولاني” قبل فوات الأوان.
كما لفت إلى أن الولايات المتحدة تأمل بإيجاد قنوات تمكنهم من الاستمرار في إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري، دون أن تمر من خلال أيدي “جبهة النصرة” والمعابر التي سقطت بيدها، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بتخفيف المعاناة الإنسانية والمعيشية للسوريين.
وأنه في حال تحققت هيمنة “جبهة النصرة” على إدلب سيصبح من الصعب على الولايات المتحدة إقناع الأطراف الدولية بعدم اتخاذ الإجراءات العسكرية المطلوبة، ناصحاً الجميع في الشمال باتخاذ ما يلزم للابتعاد عن “النصرة” ورفض هذا الإرهاب.