عند النظر إلى واقع الشمال السوري وحالة الفلتان الأمني المتفشية في تلك المنطقة، لا بد من الحديث عن القوى الأجنبية التي تواجدت في تلك المنطقة بطريقة “غير شرعية” مثل تركيا وأمريكا، وهو ما يثير التساؤلات حول مسؤوليتها للحد من حالة الفلتان الأمني والانفجارات وحوادث الاغتيال، وحول مصير العلاقات بين هذه الأطراف ومشاريعها المستقبلية في المنطقة.
وفي هذا السياق نقلت قناة “أورينت” المعارضة عن الإعلامي المتخصص في العلاقات التركية-الأمريكية سيردار تورغوت، قوله:
“فيما يتعلق بمنبج هناك خلاف واضح في الرؤى داخل البنتاغون، بالإضافة إلى أنّ ضباط من القيادة المركزية CENTCOM يعارضون فكرة قطع العلاقات الأمريكية مع الوحدات الكردية، وكذلك يرفضون تعزيز قوّة تركيا في المنطقة، وفي المقابل القيادة الأوروبية التي تعتبر إحدى قوى الجيش الفاعلة تؤكد على ضرورة تعاون أمريكا مع تركيا فيما يخص منبج.. القائد الأعلى للقيادة الأوروبية حضر إلى واشنطن خصيصاً للحديث عن ضرووة الوقوف إلى جانب تركيا فيما يخص التعاون بشأن سوريا”
أما موقع “ترك برس” فنشر مقالاً عن مشروع تضمن من خلاله تركيا الحفاظ على وجودها في الشمال السوري والشرق الأوسط بشكل عام:
“إذا أراد العرب أن يتحرروا من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية على الشأن الداخلي للشعوب العربية، فما على الأنظمة العربية سِوى الإعلان الصريح والفوري عن حلف عربي-تركي، لحماية المنطقة من جشع أمريكا وإسرائيل وقد عبر الفيلسوف العربي الدكتور أبو يعرب المرزوقي بقوله: الحل الوحيد لحفظ سيادة الأمة هو بإقامة الحلف الصريح بين العرب والأتراك.”
وأشارت صحيفة “الوطن” السورية إلى ضرورة الوقوف بوجه المشاريع الأمريكية والتركية لعدة أسباب، حيث قالت الصحيفة:
“ما تسعى إليه واشنطن وأنقرة وتل أبيب والسعودية، هو عرقلة الجهود المخلصة الرامية لإغلاق الملف السوري، وتوظيف الواقع الراهن في الشرق السوري وفي شمال غرب البلاد واستغلاله، لوضع العصي في عجلة المسير باتجاه التوصل إلى حلٍ للمسألة السورية يكفل السيادة الوطنية على كامل التراب السوري والشروع تالياً في إعادة إعمار ما دمره العدوان الأميركي العثماني الصهيوني الرجعي العربي”.
القلق التركي من معركة إدلب لا ينحصر بخسارة المحافظة بحد ذاتها ولا بعمليات القوات السورية، فيبدو أن قلقها أيضاً مرتبط بخسارتها لتأثيرها في الشرق الأوسط بشكل عام وباحتمال تخلي أمريكا عنها في الشمال السوري بعدما وعدتها باتفاق منبج الذي لم يشهد إلى الآن تنفيذاً عملياً.