نشرت صحيفة The Times البريطانية، تقريراً بأفادت به بـ انشقاق أحد كبار جواسيس الصين، وهو دونغ جينغوي، نائب وزير أمن الدولة، وقد هرب إلى الولايات المتحدة.
و وتوقعت الصحيفة بأنه ربما سلَّم وكالات الاستخبارات الأمريكية معلومات تدعم النظرية القائلة إن فيروس كورونا قد تسرَّب من مختبر صيني، في الوقت الذي ما زالت تتهم فيه واشنطن بكين بأنها سبب انتشار الجائحة.
يأتي ذلك فيما يُشاع أن دونغ جينغوي، قد وصل إلى الولايات المتحدة مع ابنته في شباط، بعد رحلة طيران إلى هونغ كونغ في البداية. وإذا ثبتت تلك الشائعات، فسيكون هو المسؤول الأعلى رتبة على الإطلاق الذي ينشق عن الصين لينضم إلى أمريكا.
ونادراً ما ظهر اسم دونغ في تقارير وسائل الإعلام الصينية التي تصدر باللغة الإنجليزية، لكن، على خلاف العادة، نقلت عنه صحيفة South China Morning Post، التي يقع مقرها في هونغ كونغ، أوامر موجهة إلى أجهزة الاستخبارات الصينية بـ”تكثيف جهودها لتعقب العملاء الأجانب والمخبرين الداخليين المتعاونين مع القوى (المعادية للصين)”.
وتشير المعلومات الواردة عن دونغ إلى أنه مسؤول محترف وله سنوات من الخبرة في وزارة الأمن الصينية، ولطالما ضجت حسابات النشطاء المناهضين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتكهنات عنه.
في السياق نفسه، ادعى هان ليانتشاو، وهو ناشط انشق عن الصين في عام 1989، أن تسليم دونغ كان أحد الموضوعات التي نوقشت في المحادثات الأمريكية الصينية التي عُقدت في ألاسكا في آذار الماضي.
وقيل إن وانغ يي، وزير خارجية الصين، طالب الولايات المتحدة بتسليم دونغ، وهو طلب رفضه وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.
مع ذلك، فقد نفى مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية يوم أمس، حدوث أي نقاش من هذا القبيل في ألاسكا.
وكان آخر انشقاق لمسؤول رفيع المستوى من الصين إلى الولايات المتحدة كان انشقاق شو جون بينغ في عام 2000، وهو كولونيل في جيش التحرير الشعبي، والذي كان مسؤولاً عن تنسيق جهود نزع السلاح النووي مع الجيش الأمريكي.
وفي ذلك الوقت، كانت العلاقات الصينية الأمريكية ودية نسبياً إذا قورنت بما هي عليه من فتور حالياً، لا سيما بعد الانتقادات التي وجهتها، بإيعاز من واشنطن، كل من مجموعة السبع ودول الناتو إلى بكين الأسبوع الماضي.
من جهة أخرى، إذا ثبتت الشائعات الواردة عن انشقاق دونغ، فمن المرجح أن تحصل الولايات المتحدة منه على كنز من المعلومات. وتزيد أهمية ذلك مع توجيه بايدن لتركيز السياسة الخارجية للولايات المتحدة بعيداً عن الشرق الأوسط وأفغانستان إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ (مناطق النفوذ الصيني الأبرز).
بالإضافة إلى ذلك، يأتي وصول دونغ المفترض إلى الولايات المتحدة في وقت يغير فيه البيت الأبيض مقاربته بشأن نشأة جائحة كورونا.
ففي الشهر الماضي، فاجأ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، كثيرين بقوله إن البيت الأبيض يؤيد الآن فكرة أن فيروس كورونا قد تسرَّب من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات.
وكانت هذه نظرية لقيت تأييداً كبيراً بين أعضاء بارزين في إدارة ترامب السابقة، لكن رفضها كثيرون بدعوى أنها مجرد محاولة لتشويه سمعة الصين.