أثر برس

أنقرة تتدخل لفرض هدنة جديدة شمال حلب.. “النـ.ـصرة” تنقض الاتفاق المبرم مع “الفيلق الثالث”

by Athr Press A

خاص|| أثر برس لم يصمد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم قبل نحو ثلاثة أيام بين “هيئة تحرير الشام – (جبهة النصرة وحلفائها)” و”الفيلق الثالث” طويلاً، لتعود الصراعات بوتيرة أكثر دموية عن سابقتها، في ظل نقض “الهيئة” للاتفاق وتوغلها توغُّلاً أكبر ضمن منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، قبل أن تتدخل القوات التركية ليلة أمس الإثنين وتفرض هدنة مؤقتة بين أطراف الصراع.

وفي التفاصيل، عاودت “هيئة تحرير الشام” عصر أمس، تنفيذ هجماتها نحو قرية “كفر جنة” المعقل الدفاعي الرئيس لـ “الفيلق الثالث – (الجبهة الشامية)” عن مواقعه في منطقة “أعزاز”، لتدور إثر ذلك معارك دامية بين الطرفين، تزامناً مع قصف عنيف متبادل بالقذائف والصواريخ.

وبحسب مصادر “أثر”، فإن “الهيئة” تذرعت بعدم التزام “الشامية” بتطبيق بنود الاتفاق السابق المبرم بينهما، متهمة إياها بتأجيج الشارع في مدينة “أعزاز” ضد دخول رتل “الهيئة” إلى المدينة والمرور عبرها نحو مدينتي الباب وجرابلس، للمشاركة مع باقي “فصائل أنقرة” في إدارة العمليات الأمنية هناك.

وبعد إعلانها نقض الاتفاق، تقدمت “الهيئة” نحو قرية “كفر جنة” وسيطرت على التلال الحاكمة للقرية بما فيها تلّي “الخالدية” و”أناب”، لتبدأ بعد ذلك هجوماً عنيفاً على مواقع “الفيلق الثالث” بغية اقتحام القرية، وسط اشتباكات عنيفة استخدم الجانبان فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وهذا أدى إلى مقتل وإصابة نحو 50 مسلحاً من كلا الطرفين، إذ كان من بين المصابين “عصام البويضاني” متزعم فصيل “جيش الإسلام” المتحالف مع “الجبهة الشامية”.

وتزامنت الاشتباكات مع تبادل مكثف لإطلاق القذائف التي سقط عدد كبير منها فوق تجمعات سكانية مكتظة بالمدنيين (مخيمات)، في محيط قرية “كفر جنة”، وهذا أدى إلى مقتل وإصابة عشرة أشخاص على الأقل، على حين سقطت قذيفتان داخل القاعدة العسكرية التركية الموجودة قرب القرية، وتسببتا بتسجيل إصابات بين الجنود الأتراك.

هجوم “النصرة” أسفر في نتيجته عن سيطرتها على قرية “كفر جنة”، على حين استقدم “الفيلق الثالث” تعزيزات عسكرية كبيرة غير مسبوقة إلى المواقع المنتشرة ما بين منطقتي “عفرين وأعزاز”، لوقف زحف وتمدد “الهيئة”، لتتدخل القوات التركية بإرسال رتل عسكري كبير إلى منطقة الصراع، وتصدر تعليمات مشددة بوقف الاقتتال وفرض هدنة مؤقتة، لحين التوصل إلى اتفاق جديد بين الأطراف كافة.

وأكدت مصادر “أثر” في ريف حلب الشمالي، أن القوات التركية استدعت قياديين من الفصائل المتصارعة إلى قاعدتها في مدينة أعزاز، وعقدت اجتماعاً موسعاً معهم لبحث وقف الاقتتال الفوري، إذ أفادت التسريبات الواردة باتفاق الأطراف مبدئياً على التهدئة، والعودة إلى تطبيق بنود الاتفاق السابق دون أي عراقيل، وانسحاب “الهيئة” من “كفر جنة” والمواقع التي سيطرت عليها في أثناء اشتباكات أمس.

وحملت ساعات الليلة الماضية معها التزاماً جزئياً من “الهيئة” ببند الانسحاب من “كفر جنة”، إذ عملت على سحب معظم قواتها من القرية، تزامناً مع دخول مسلحي “هيئة ثائرون للتحرير” التابعة لـ “الجيش الوطني” إليها وتسلمهم عدداً من الحواجز الواقعة في محيطها، لتسود بعدها حالة من الهدوء والترقب التي استمرت إلى حلول صباح اليوم، على مختلف محاور القتال الرئيسة في منطقة عفرين.

يذكر أن القصف العنيف الذي تبادله الجانبان في أثناء اشتباكهما على محيط قرية “كفر جنة”، أدى إلى حالة نزوح كبيرة للمدنيين القاطنين في مدينة عفرين وريفها الشرقي عموماً، إذ اضطر نحو 2000 شخص إلى مغادرة منازلهم والمخيمات التي يسكنون فيها، نحو أقصى الأطراف الشمالية من منطقتي “أعزاز وعفرين”، وتجمعوا قرب المعابر الحدودية مع تركيا، هرباً من ويلات صراع النفوذ الدموي الدائر في مناطقهم.

زاهر طحّان – حلب

اقرأ أيضاً