خاص|| أثر برس صعّدت أنقرة في الساعات الماضية، من وتيرة قصفها نحو عموم مناطق ريف حلب الشمالي، مستهدفة أكثر من 30 موقعاً، بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، ما خلف أضراراً ضخمة بالمنازل والممتلكات.
وتركزت الضربات التركية في الساعات الأربع وعشرين الماضية، باتجاه المناطق الآمنة في الريف الشمالي الغربي لحلب، فسجّل سقوط أكثر من 300 قذيفة مدفعية باتجاه مدينة تل رفعت، وقرى “المياسة، وزرنعيت، وتاتمراش، والصوغانية، وعقيبة، والشيخ عيسى، وزيارة، ومرعناز، والسموقة، وإبين، وتنب، ومنغ، شوارغة، وعين دقنة”، حيث شملت الاستهدافات التركية مواقع مدنية وعسكرية، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر البشرية.
وعن الأضرار المادية الحاصلة جراء الضربات التركية، قالت مصادر “أثر” إن القذائف أسفرت عن أضرارٍ مادية ضخمة بالقرى المستهدفة، وخاصة في قرى “إبين، والشيخ عيسى، وعين دقنة”، حيث تعرض عدد كبير من المنازل الواقعة ضمنها إلى دمار كلي، وتحولت أجزاء واسعة منها إلى أنقاض، بينما كان اضطر أهالي تلك القرى قبل نحو أسبوعين إلى النزوح باتجاه مدينة تل رفعت، هرباً من القصف التركي المستمر.
المحور الشرقي من ريف حلب الشمالي، حيث مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، شهد بدوره ليلة أمس ضربات تركية مدفعية وجوية بالطائرات المسيّرة، باتجاه منطقة عين العرب، ليشمل القصف محيط عين العرب المدينة، وقرى “قراموغ، وكوران، وآشمة، وزور مغار، وجيشان، وخربيسان، وجارقلي”، في ريفيها الشرقي والغربي، ما أسفر عن تسجيل إصابات بين صفوف مسلحي “قسد”، ووقوع أضرار مادية بمنازل وممتلكات المدنيين.
وفي أثناء القصف التركي على شمالي حلب، هاجمت مجموعات من “قوات تحرير عفرين” المنتشرة في بعض جيوب الجزء الغربي، مواقع تابعة لفصائل أنقرة على محور “كفر خاشر” قرب مدينة أعزاز، لتدور في إثر ذلك اشتباكات محدودة بين الجانبين، أسفرت في محصلتها عن عدد من الجرحى، وانتهت دون حدوث أي نتائج تُذكر على الأرض.
وعن التحركات التركية المسجلة في اليومين الماضيين، أفادت مصادر “أثر” بأن أنقرة أرسلت أرتالاً عسكرية عدة بتواتر إلى مناطق حدودية مع سوريا، حيث توزعت القوات الواصلة على محورين رئيسيين، قرب معبر “باب السلامة” في ريف أعزاز غرباً، وعند معبر “قرقميش” بريف منطقة جرابلس شرقاً، وضمت التعزيزات الواصلة آليات عسكرية متنوعة وعدداً كبيراً من الجنود.
بالتوازي، سحبت تركيا يوم أول أمس السبت، قسماً من قواتها المتمركزة في ريف محافظة إدلب حيث مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة)، وجمّعت معظم القوات القادمة من إدلب قرب خطوط التماس في منطقة عفرين، على حين نقلت قسماً منها إلى الأطراف الجنوبية من مدينة أعزاز خلف الخطوط المتقدمة لمسلحي الفصائل الموالية لها، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع التركية المسيّرة فوق عموم مناطق ريف حلب الشمالي.
وتقتصر تحركات أنقرة الحالية في ريف حلب على الاستهدافات البعيدة بالمدفعية والطائرات الحربية، دون تسجيل أي تحرك برّي يذكر سواء من القوات التركية، أم من مسلحي الفصائل الموالية لها، والذين ما زالوا ينشرون في التنسيقيات التابعة لهم منذ أكثر من أسبوع، عن انتهاء استعداداتهم للمشاركة في العملية العسكرية البرية التي هدد الرئيس التركي “أردوغان” مؤخراً بتنفيذها في الشمال السوري.
زاهر طحّان- حلب