أثر برس

أهالي الضحايا يروون لـ”أثر” تفاصيل “مـ.ـجزرة حطلة” في دير الزور بذكراها العاشرة

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس تتصفح الطفلة “فاطمة” مع جديها في مهجرهم في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، صور والديها وشقيقتها الذين قضوا في مجزرة “حطلة” بدير الزور صيف حزيران عام 2013، لتتذكر أنها قبل هذا التاريخ لم تكن يتيمة.

ويستذكر جد فاطمة الستيني محسن الرجا، أثناء حديثه لـ”أثر” تلك الواقعة التي شهدتها قرية حطلة، التي تقع بريف دير الزور الشمالي، عند مدخل محافظة الحسكة، وقال: “واجه الأهالي بما توفر من سلاح لايكاد يُذكر تشكيلات جبهة النصرة المهاجمة التي كانت تمتلك مختلف أنواع العتاد العسكري وعديد من العناصر المدربة بالآلاف، وكان ابني معصوم، والد فاطمة معلم اللغة الفرنسية ممن واجهوا العدوان ومعه زوجته بتول، التي ساندته بالرغم من فارق الإمكانات” مضيفاً أن “المسلحين تمكنوا من دخول منطقة سكننا، فقُتل ابني وزوجته حينها ثم قتلوا طفلتهما لجين ذات العامين، واختطفوا فاطمة” موضحاً أنهم تمكنوا من استعادة فاطمة فيما بعد وساطات عشائرية.

أحد أبناء القرية المدعو علي عيسى الهلال، قال أن الهجوم استهدف منطقة يتجاوز عدد سكانها الـ40 ألف نسمة، وقال: “ما توفر لدينا من سلاح هو عدة بنادق اضطررنا كما أغلب أبناء دير الزور لامتلاكها لغرض حماية أنفسنا وأملاكنا مع تزايد حالات الخطف والسرقة، والتي جاءت كنتيجة لانحسار سلطة الدولة، ففي تلك الفترة خرجت أغلب مناطق دير الزور عن السيطرة، لتبقى فقط ثلاثة أحياء مع نهاية ذاك العام” مضيفاً أن “هجوم جبهة النصرة بدأ بعد عصر يوم 10 حزيران من ذلك العام، حينها كنّا متحصنين بمنازلنا، هم كان لديهم مختلف أنواع الأسلحة من مضادات وبنادق كلاشينكوف، إضافة إلى القناصات، حيث وضعوا قناصين لمسافة أقل من كيلو متر واحد من أعلى مبنى معهد تعليمي خاص، وقُتل عدد منهم وجُرح آخرون، وأذكر وقتها كيف طلبوا هدنة لسحب قتلاهم وجرحاهم، وبدؤوا بلوم بعضهم بعضاً، مستنكرين ماجرى وأن ما تم الترويج له عن اقتتال مذهبي بالمنطقة كان كذبة”.

وأضاف عيسى أنه خسر والده الذي كان في العقد التاسع من العمر، والذي كان مشاركاً في المفاوضات التي أجراها وجهاء القرية مع “النصرة” لإنهاء هذا العدوان، لكن “النصرة” أقدمت على قتله حينها رداً على قتل وجرح عدد من مسلحيها.

ما علاقة بعض الرجال الكويتيين بهذه الحادثة؟

أكد الدكتور في الأدب العربي ضياء الدين حبش، وهو من أبناء القرية الذين شهدوا على الحادثة أن “المسلحين القادمين من مناطق أخرى كانوا يتعمدون جعل منطقتنا ممراً لاستهداف نقاط عسكرية للجيش السوري في المدينة، باتجاه المطار العسكري وهي منطقة تخلوا من أي وجود عسكري، وكان تضم عدد من الطوائف” مشيراً إلى أنه تم حينها الترويج لفكرة حدوث قتال مذهبي في القرية، وذلك بهدف تبرير هجوم “النصرة” على القرية المدنية، وإخلائها.

وأكد حبش، أن مسلحي “النصرة” عمدوا إلى هدم المنازل ودور العبادة وسرقة الممتلكات، إلى جانب قتل المدنيين بين صغار وشباب ونساء ومُسنين، مشيراً إلى أن هذا الهجوم ارتكبته مجموعات “النصرة” بتمويل وقيادة من قبل شخصيات دينية وسياسيّة كويتية، حيث تبنّى حينها رجل الدين السلفي “شافي العجمي” المجزرة، وظهر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهو يحتفل بما حصل، واستنكر حينها نواباً في جلسات لمجلس الأمة ماجرى.

وفي هذا الصدد، أشار الأستاذ في علم الاجتماع أحمد الحسين، في حديث لـ”أثر” أنه خلال الحرب السورية، شهدت منظمات ورجال دي كويتيون نشاطاً ملحوظاً في دعم الفصائل المسلحة، وتبنى هذا النشاط نواباً ورجال دين تابعين إلى “التيار السلفي”.

ومن الحركات الكويتية التي دعمت الفصائل المسلحة في سوريا كان “مجلس الداعمين” الذي تولى التمويل للفصائل المسلحة بعشرات ملايين الدولارات، وتم تشكيل هذا المجلس في كانون الأول 2012، ومن أبرز أعضائه: “الدكتور فهد الخنة، الدكتور عثمان الخميس، الدكتور فرحان الشمري، الدكتور نايف العجمي، محمد ضاوي وعبد المانع الصوان” وقام هذا المجلس حينها بدور محوري في تمويل عدد من الفصائل المسلحة، وأبرزها “حركة أحرار الشام”، وكان المجلس المذكور الجهة الداعمة لتشكيل ما سُمي بـ”غرفة عمليات دمشق” في أيلول العام 2013 ، سبقتها بقرابة الشهرين “حملة الكويت الكبرى” التي تزامنت مع مجزرة “حطلة” وذلك لتجهيز ما أطلق عليهم “12 ألف غازٍ إلى سوريا”، حيث جمع القائمون على الحملة أكثر من 8 مليون دينار كويتي (ما يعادل 30 مليون دولار)، ومن أبرز مروجي الحملة كان “النوّاب: وليد الطبطبائي، جمعان الحربش، مبارك الوعلان، فلاح الصواغ، بدر الداهوم، نايف المرداس وحمد المطر”، إضافة إلى المشايخ: “شافي العجمي، عبد العزيز الفضلي وحجاج العجمي” وفقاً لما أكده الحسين في حديث لـ”أثر”.

كما نوّه الأستاذ في علم الاجتماع أحمد الحسين، إلى تشكيل “غرفة عمليات الساحل” لدعم فصائل ريف اللاذقية الشمالي، وملتقى “العجمان ويام لنصرة أهل الشام” الذي تولى الدعم المالي واللوجستي، إلى جانب وجود مقاتلين كويتيين من أبناء القبيلتين في صفوف فصائل المعارضة.

عثمان الخلف- دير الزور 

اقرأ أيضاً