علق أهالي الغوطة الشرقية بريف دمشق عدة مناشير ورقية على أبواب مساجد بلداتها تدعو عناصر ” جبهة النصرة ” للخروج من الغوطة باتجاه إدلب.
وجاء في إحدى المناشير التي نشرتها صفحات فيسبوكية معارضة “أنه من باب الحرص على ثورتنا وحفاظاً على أهلنا في الغوطة الشرقية التي تحملت الكثير من الويلات والشدائد من قبل أعداء الخارج والداخل، نطلب منكم الخروج من الغوطة عبر الضمانات والاتفاقيات الدولية التي تنص على تأمين خروجكم سداً للذرائع وقطعاً للطريق على أعداء الثورة، ولذلك فإن على عناصر الهيئة أن يناصروا أهالي الغوطة الشرقية بالخروج منها لتفويت الفرصة على الحاقدين وسداً للذرائع الدولية التي عانى بسببها أهالي الغوطة الشرقية”.
كما نصت المناشير على تحديد الراغبين من عناصر “النصرة” بالتوجه إلى إدلب والمبادرة لتسجيل أسمائهم في المركز المعتمد لذلك في بلدة حمورية، على أن يستمر التسجيل حتى يوم الخميس الموافق لـ 14 كانون الأول الحالي.
وأكدّ نشطاء من داخل الغوطة الشرقية على وجود اتفاق لخروج عناصر “النصرة” من الغوطة وأنه قيد التباحث لإخراج قرابة 400 مسلح من “الأجانب” ينتمون لـ”جبهة النصرة” باتجاه إدلب، إلا أن آلية التنفيذ والشروط المطروحة من الطرفين هي ما تقف عائقاً أمام تنفيذ الاتفاق، في الوقت الذي تقوم به العناصر المعنية ببيع ممتلكاتها ومقتنياتها في الغوطة الشرقية تمهيداً للخروج.
وذكر النشطاء أن جملة من الأمور التي يتم التباحث فيها والمطروحة للتفاوض لم تصل لمرحلة الموافقة بالتنسيق مع “فصائل المعارضة” ومع “جبهة النصرة” في الشمال، ومن هذه الأمور “طرح القوات السورية لمقترح فتح طريق لبلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب الشمالي لإدخال البضائع والمواد الغذائية مقابل فتح طريق للغوطة الشرقية عبر معبر عربين”.
في حين يواجه الاتفاق عدد من المشاكل تعيق تنفيذ الاتفاق أولها العناصر التابعين “للنصرة” والمعتقلين ضمن سجون “جيش الإسلام” والتي تطالب “النصرة” بالإفراج عنهم، كذلك رفض “فيلق الرحمن” بشكل قاطع فتح المعبر من عربين واقتراحه أن يكون من طريق جسرين-المليحة، بسبب تلاصق نقاط “الفيلق” مع نقاط القوات السورية نتيجة التكتل العمراني في المنطقة المذكورة، ويخشى “الفيلق” أن يتم اختراق المنطقة من قبل القوات السورية كونها نقاط استراتيجية.
ويعد وجود عناصر “النصرة” أحد أهم الأسباب السياسية لاستكمال العمليات العسكرية من قبل القوات السورية في الغوطة الشرقية وإخراج المنطقة من إطار خفض التصعيد لارتباطهم بتنظيم “القاعدة”، فيما تحاول “فصائل المعارضة” بشكلٍ جاهد لإخراجهم من الغوطة والضغط على القوات السورية وتفعيل اتفاقية خفض التصعيد.
يذكر أنه دارت معارك عنيفة بين “الفصائل المعارضة” في الغوطة الشرقية و”جبهة النصرة” بسبب سلوكياتها الرعناء مع أهالي الغوطة من جهة، ومع الفصائل المعارضة من جهةٍ أخرى كمحاولاتها التسلط على أية عملية عسكرية والنظر إلى مصالحها وتجاهل مصالح باقي “الفصائل”.