على وقع التقدمات الأخيرة للقوات السورية غرب مطار أبو الظهور في ريف إدلب الشرقي، تعيش البيئة الداخلية التي تضم عوائل “المسلحين المهاجرين” في تلك المدن حالة من التخبط نتيجة سلوك فصائل المعارضة و”جبهة النصرة”هناك.
حيث تناقلت صفحات معارضة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” صوراً لأهالي المقاتلين في تلك الفصائل أثناء قيامهم بأعمال تحصين للمدينة بعد تقاعس فصائل معارضة و”جبهة النصرة” هناك عن الوقوف في وجهة تقدم القوات السورية التي استعادت السيطرة على أكثر من تسع قرى غرب المطار، وأصبحت على بعد 14 كيلو عن مدينة سراقب أحد أهم معاقل المعارضة و”الفصائل الجهادية” هناك.
في حين تحدث نشطاء من داخل المدينة بأن دخول القوات السورية سيكون أفضل من الواقع الذي تعيشه المدينة في ظل المعارك التي ينخرط شبابها بها بين “جبهة النصرة” و”حركة أحرار الشام” والتي أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، وسط حالة أمنية مزرية نتيجة التفجيرات والاغتيالات التي أصبحت يومية.
بالمقابل أرجع “عبد الله المحيسني” أحد شرعيي “جبهة النصرة” سابقاً، ما يجري في الريف الإدلبي إلى الاقتتال الداخلي الأخير بين “جبهة النصرة” و”أحرار الشام”، مؤكداً أن ذلك الاقتتال دفع الآلاف من المقاتلين للتخلف عن القتال ومنهم من فقد إرادة القتال.
وأكد “المحيسني” في بيان نشره على حسابه الرسمي على موقع “تويتر” بعنوان “اشهدوا يا أهل الشام !”، أنه ومنذ خروجه من “جبهة النصرة” يسعى للتصالح بين الفصائل وتشكيل غرفة عمليات مشتركة ولكن دون إجابة، لافتاً إلى أن عدم تشكيل غرفة علميات يعني انهيار الجبهات.
ودعا “المحيسني”، “جبهة النصرة” إلى رد حقوق “أحرار الشام” التي سيطرت عليها “الجبهة” خلال الاقتتال الأخير قائلاً “يا إخواني في جبهة النصرة اتقوا الله وردوا حقوق إخوانكم الأحرار، قبل أن تذهب هذه الحقوق للنظام فنعض جميعاً أصابع الندم ولات حين مندم، فو الله لا يُسقط الجبهات ويحرم النصر شيئ كفرقة القلوب وتنازعها”.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتحدث فيه نشطاء معارضين من تلك المناطق بأن “جبهة النصرة” هي السبب في كل ما يجري في إدلب، موجهين اتهامات لقيادتها بأنها تقوم بالخضوع للسياسات التركية بعيداً عن المصالح الداخلية للمعارضة.
73