أثر برس

أهالي دير الزور يلجؤون لأساليب بديلة لنقل مواشيهم وممتلكاتهم إلى أماكن إقامتهم

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس لاتزال عمليات نقل الآليات بمختلف أنواعها والثروة الحيوانيّة وغيرها من ممتلكات عائدة للأهالي بدير الزور والمتواجدة في منطقة الجزيرة الواقعة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” تواجه ممانعة من قبل “قسد” في نقلها، فيما اضطر الأهالي للجوء لتهريبها ليلاً إلى قراهم وبلداتهم الواقعة تحت سيطرة دمشق، إجراءات المنع التي تفرضها “قسد” يراها هؤلاء كإحدى أساليب التضييق التي تستهدف معيشتهم .
بين خيارين:
الإعلان عن قرار الحكومة السورية المتعلق بإلغاء الترسيم عن ممتلكات المواطنين الراغبين بنقلها من منطقة، الجزيرة والذي صدر منتصف كانون الثاني 2022، فتح المجال أمام الكثيرين لإدخالها إلى بلداتهم التي نزحوا عنها، ما أوجد حلاً لديهم بهذا الخصوص.

“شهاب الحسن” أحد المالكين أكد في حديث لـ”أثر” أنه أدخل ممتلكاته من آليات وثروة حيوانيّة رغماً عن إجراءات المنع التي اتخذتها “قسد” وقال “إن حالة الفوضى التي تعيشها المناطق المُحتلة ولّدت مخاوف لدى الأهالي، فعمليات السرقة والتشليح لا رادع لها، وما نملكه هو مصدر معيشتنا، لذا قمنا بنقلها إلى مناطقنا الواقعة تحت سلطة الحكومة السوريّة، فبقاءها هناك يُعرضها لمخاطر السرقة والنهب في ظل هكذا أوضاع لا تجعل الإنسان آمناً على نفسه، فما بالك بممتلكاته”.

فيما لفت “معيوف الخلف” من سكان بلدة ” الرمادي”في ريف مدينة البوكمال شرق دير الزور، إلى أن “منع “قسد” لهكذا عمليات اضطرتهم للجوء إلى تهريبها، فاضطررنا إلى دفع مبالغ ماليّة بالآلاف لأصحاب عبّارات نهريّة بمناطق خارج السيطرة بغية نقل هذه الممتلكات، وعمليات النقل استمرت طيلة أشهر بعد سماح الجهات المعنيّة في الحكومة السوريّة بإدخالها، غير أن إجراءات المنع تأتي من الطرف المُقابل، إذ تنشر “قسد”عناصرها على ضفاف نهر الفرات للحيلولة دون ذلك، غير أنّ الكثير من الأهالي نجحوا في نقلها، والمساعي مستمرة هذا وسُجّل – حسب مصادر”أثر”- نفوق أعدادٍ من الجِمال والنّوق على قلتها في منطقة الجزيرة كنتيجة لقلة الأعلاف، وعدم استطاعة المربين الوصول لمراعي البادية لعموم الثروة الحيوانيّة خشية تعرضها للسطو، ناهيك عن المخاطر التي تتهدد أصحابها، وعدم توفر الخبرات البيطرية المُختصة القادرة على تقديم العلاجات لها.

وقدّرت مصادر محليّة أعداد ما تمكن الأهالي من نقله لبلداتهم وقراهم في منطقة “الشاميّة” بأكثر من 60 ألف رأسٍ من الأغنام لريفي مدينتي البوكمال والميادين، وأكثر من 300 رأس من الأبقار، و10 رؤوس من الإبل، وأكثر من 400 آلية مابين سيارات نقل وجرارات زراعيّة وصهاريج ومقطورات، وذلك خلال الأشهر الأولى من العام، في حين لم نتمكن من الحصول على أعداد ماجرى نقله لأرياف مركز المحافظة مدينة دير الزور.

محاولات مستمرة:
التضييق الذي تمارسه “قوات سوريّا الديمقراطيّة- قسد” على مساعي الأهالي نقل ممتلكاتهم بمختلف أشكالها، عبر نشرها مفارز عسكرية تابعة لها على ضفاف نهر الفرات لمنع عمليات النقل، لم تمنع الأهالي من مساعيهم، والتي يأتي بعضها بشكل فردي عبر دفعهم رشاوى لعناصر “قسد” مقابل غض النظر عما يقومون به، “عماد الجوير” أحد شيوخ قبيلة “العبيد” بدير الزور أكد لـ”أثر” أن محاولات الدخول لا تزال مّستمرة بالرغم من المخاطر التي تتهددهم.

وأضاف أن “المنع الذي تمارسه قسد لا يختلف عما تمارسه أيضاً في مناطق سيطرتها من ملاحقات واعتقالات تهدف لترهيب السكان” لافتاً إلى أنّه “ثمة مساعي تجري الآن لتنظيم عمليات نقل جديدة جماعيّة لمختلف أنواع الممتلكات العائدة للأهالي ممن اضطرتهم الظروف لأخذها معهم مع تنقلاتهم المستمرة نتيجة التهجير فترة سيطرة تنظيم “داعش”.

وتشير مصادر في مديرية زراعة دير الزور لـ”أثر” إلى ارتفاع بأعداد الثروة الحيوانيّة خلال هذا العام، تزامناً مع محاولات النقل التي نجح فيها الكثير من الأهالي.

عثمان الخلف – دير الزور 

اقرأ أيضاً