خاص|| أثر برس شهدت عدة مناطق في ريفي حلب الشمالي والغربي الخاضعين لسيطرة فصائل أنقرة، يوم أمس مظاهرات عدة ضد “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” ومتزعمها “أبو محمد الجولاني” على خلفية مداهمة قوات “الهيئة” لمدينة أعزاز، بهدف اعتقال الرجل الثالث في “الهيئة” ومسؤولها المالي المدعو “أبو أحمد زكور” الذي انشق عنها مؤخراً.
وبيّنت مصادر “أثر” أن سكان مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي أعلنوا في مظاهرتهم وقوفهم ضد “الهيئة” ورفضهم لممارساتها التي وصفوها بـ”العربدة”، مرددين شعار “الجولاني أكبر غدار “.
بدوره وصف المدعو “أبو مالك” – مفتي إعزاز – خلال كلمة له في المظاهرة أن خروج سكان أعزاز في المظاهرة هو لدفع القتل والظلم عن الأهالي، وأنه لن يُسمح لـ”الجولاني” بدخول مناطق سيطرة فصائل أنقرة أو القيام بعمل عسكري أو أمني فيها.
العشائر العربية في الشمال تتحرك ضد “الجولاني”:
أصدر ما يسمى “شيوخ العشائر” في سرمدا والدانا وحارم وإدلب بيانات تنديد بممارسات “هيئة تحرير الشام” والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين لديها، كما طالبت عشيرة “البكارة” في إدلب بإطلاق سراح رئيس مجلس شورى العشيرة في إدلب يوسف عربش، ومن معه الذين اعتقلتهم “الهيئة”.
وكشف المدعو “أبو أحمد زكور” في تسجيلات صوتية نشرها قبل ثلاثة أيام “أن هدف الجولاني، واختراق الشمال السوري أي المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل أنقرة، وأن هيئة تحرير الشام هي من تستهدف باقي الفصائل بالسيارات المفخخة”.
واقتحم مسلحو “الهيئة” يوم الثلاثاء 19 كانون الأول، مدينة أعزاز التي تسيطر عليها فصائل أنقرة، لاعتقال جهاد عيسى الشيخ المدعو “أبو أحمد زكور” بعد انشقاقه عنها، ودارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي “الهيئة” وفصائل أنقرة، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، إضافة إلى إصابة شقيق “أبو أحمد زكور” مع اثنين من مرافقيه، وقتل 4 مسلحين من “الهيئة” من دون أن تتمكن الأخيرة من إلقاء القبض على “زكّور”.
وأكد القيادي المنشق عن “هيئة تحرير الشامي” المدعو “أيو يحيى الشامي” في منشور على منصته في “تلغرام” أن “مخاوف الجولاني من زكور تكمن في أن الأخير يستطيع بناء تكتل ودعوة وتأمين منشقين عن الهيئة، إذا فتح هذا الباب” مضيفاً أن “زكور يستطيع بانشقاقه تخريب كل ما حققه الجولاني في شمال حلب، باعتباره على اطلاع وخبرة مسبقة في ملف تمدد الجولاني في المنطقة”.
وأشار “الشامي” إلى أن “زكّور هو مستودع معلومات خطيرة، فإذا نشرها بطريقة هادئة ودقيقة يتضرر الجولاني على كافة المستويات الدولية والمحلية وداخل الهيئة ذاتها”.
ولفت “الشامي” في منشوره إلى أن “ارتباطات زكور الوثيقة مع العشائر السورية، والتي اعتبرها بأنها يمكنها أن تحرك مكوناً اجتماعياً مؤثراً في كل مناطق الثورة السورية” موضحاً أنه “بإمكان زكور إزالة الهيبة والهالة الإجرامية التي صنعها الجولاني وأتباعه”.
وأفادت مصادر “أثر” سابقاً بأن زكّور، تمكّن من الدخول إلى مدينة كلس التركية، بعد تواصله مع قياديين في الصف الأول في ما يعرف باسم “درع الفرات” التابع لأنقرة، وأدخلوه إلى أحد المشافي التركية بالتنسيق مع الاستخبارات التركية.
وفي 18 كانون الأول الجاري أصدرت “هيئة تحرير الشام” بياناً يقضي بعزل “جهاد عيسى الشيخ”ـ الذي أعلن انشقاقه عن “الهيئة” قبل هذا البيان بثلاثة أيام.
حسن العجيلي- حلب