خاص || أثر برس وردت شكاوى عدة لـ “أثر برس” من أهالي وادي بردى بريف دمشق، عن سرقة الشبكة الكهربائية الموجودة بالمنطقة بشكل شبه يومي، دون أن يكون هناك حل لمعاناتهم.
وأوضح (إبراهيم) أحد سكان وادي بردى لـ “أثر” أنه منذ 3 أيام لم يصل التيار الكهربائي لمنزله، بسبب سرقة الشبكة الكهربائية، مبيناً أن “السرقة تحرمهم من ساعة وصل التيار الكهربائي خلال اليوم الكامل، ما يزيد من معاناتهم بالحصول على التدفئة وشحن للبطاريات والأجهزة المحمولة (الموبايل)”.
وأضاف (أبو محمد) أحد سكان قرية كفير الزيت بوادي بردى لـ”أثر” أن عملية السرقة تكون في فترة التقنين ليلاً وتتكرر، فعلى سبيل المثال إذا تم إصلاح الشبكة الكهربائية ووصلها في الصباح نتفاجأ في اليوم التالي أن الشبكة تعرضت للسرقة ليلاً، مشيراً إلى أن “المنطقة جبلية ويصعب الوصول إليها لكن الظروف المعيشية الصعبة تجبر البعض على المخاطرة بنفسه لتأمين وجبة طعام، علماً أن هذا السبب غير مبرر لسرقة الشبكة وحرمان الأهالي من التيار الكهربائي وليس باليد حيلة” بحسب تعبيره.
كما بين (داني) أحد سكان وادي بردى لـ”أثر” أنه لا يوجد برنامج تقنين معتمد في المنطقة فيصل التيار الكهربائي خلال اليوم الكامل ساعة واحدة فقط، ما دفع بعض الأهالي الموظفين في القطاع الحكومي لتقديم قرض الطاقة الشمسية لتخفيف من المعاناة قدر الإمكان، موضحاً أن “تركيب الطاقة الشمسية في المنزل هو بغاية شحن البطاريات والأجهزة المحمولة وليس للتدفئة، فأغلب الأهالي لجأت لإشعال البلاستيك والملابس القديمة في مدافئ الحطب بدلاً من استخدام الأخير لارتفاع سعره من جهة وعدم توفره من جهة أخرى، إضافة إلى أن مخصصات المازوت تعد غير كافية لأحد، والبعض لم يستلم مخصصاته إلى الآن”.
بدوره بين رئيس بلدية وادي بردى محمود عباس لـ “أثر” أن الشبكة الكهربائية في المنطقة تتعرض بشكل شبه يومي للسرقة من قبل مجهولين، أثناء فترة التقنين ليلاً، موضحاً أن “ساعات التقنين تجاوزت 10 ساعات قطع يومياً مقابل ساعة وصل واحدة، فيقوم السارقين بقطع الأكبال الكهربائية ويطلق عليها اسم (مرس) وهي تغطي مسافات كبيرة، ويسرقونها”.
وتابع أن قرية براهلية تعرضت اليوم الخميس لسرقة الشبكة الكهربائية، وخلال اليومين الماضيين تم سرقة الشبكة الكهربائية الممتدة من قرية كفير الزيت إلى كفر العواميد، مبيناً أن “عمال الطوارئ يسارعون لإصلاح الشبكة وإعادة التيار الكهربائي للأهالي ولكن هناك معاناة شديدة لتأمين الأكبال الكهربائية وقد تستغرق فترة تأمينها بين 2-3 أيام”.
وأضاف عباس أنه يوجد قسم من وادي بردى لم يصل التيار الكهربائي له منذ 4 أيام، وتم رفع كتب لمديرية كهرباء ريف دمشق بكل حوادث السرقة، كما أنه تتم كتابة ضبوط شرطة لاحالتها لهم، لتزويد عمال الطوارئ بأكبال جديدة، موضحاً أن “وادي بردى يتألف من عدة قرى منها، سوق وادي بردى، كفير الزيت، الحسينية، درانون، كفر العواميد، براهلية، وجميعها تتعرض لسرقة الشبكة الكهربائية”.
كما أوضح أنه لم يتم إلقاء القبض على الفاعلين إلى ساعة إعداد هذا الخبر، ووضع التيار الكهربائي سيئ للغاية في المنطقة، مشيراً إلى أنه “تم الطلب من وزير الكهرباء مرات عدة وضع برنامج تقنين في وادي بردى أسوة بالمناطق المحيطة ولكن دون جدوى، علماً أن جميع الأهالي بادرت بتسديد الذمم المالية المترتبة عليها ودفع الفواتير وليس هناك مبررات لعدم وضع برنامج تقنين يخفف من معاناتهم والتي ازدادت مع السرقة”.
يذكر أن مدير شركة كهرباء ريف دمشق بسام المصري أوضح سابقاً لـ”أثر” أن برنامج التقنين في ريف دمشق هو 5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل، وفي حال كان هناك تغيير على هذا البرنامج فيكون بسبب أعطال وضغط على الشبكة وخاصة ما يحصل عند هطول الأمطار فتكثر الأعطال وتحتاج إلى وقت لإعادة تشغيلها، منوهاً إلى أنه يتم تعويض الأهالي بشكل كامل عند حدوث مثل هذه المشاكل، إضافة إلى أن المخارج المتوسطة لا تتحمل الضغط فتتعرض لأعطال كثيرة.
ونفى المصري من خلال حديثه لـ”أثر” أن يكون ازدياد ساعات التقنين له علاقة بالأمبيرات، مضيفاً أنه يتم توزيع الكهرباء في ريف دمشق بالتساوي بين المناطق وفي حال تأخير التقنين يكون بسبب الأعطال.
كما بين أن أقل منطقة في ريف دمشق يصل يكون تقنينها بمعدل 3 ساعات وصل كل 24 ساعة وفي حال العمل بالمحطات ومراكز توليد الكهرباء يتم وصلها بساعات غير محددة.
وكان وزير الكهرباء غسان الزامل، أكد على وجود دراسات “تصحيحية” لأسعار الكهرباء في سوريا وفق طرق عدّة يتم العمل عليها لتخفيف العجز الكبير في موازنة عام 2024 والذي يعتبر ثلثيه ناتج عن دعم قطاع الكهرباء.
وقال الوزير الزامل: “الحكومة قادرة على دعم أول 600 كيلو واط ساعي (ك. و)، لكن ما بعد ذلك يجب أن يتم وضع تعرفة تزيل جزء كبير من الدعم دون أن تنفيه، وبالتالي، بحسب الوزير “يتم تخفيف العجز، لكن الوزارة ستبقى تدعم الكميات القليلة حتى 600 ك. و”.
لمى دياب – ريف دمشق