لم يعد المخطط التركي في سورية والمنطقة مخفي على أحد، فالأهداف الاستعمارية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باتت واضحة ومكشوفة، ولم تعد تنطلي ذريعة الحفاظ على الأمن القومي التركي على أحد لتبرر تركيا عدوانها في الشمال السوري ، لكن ما الذي تهدف إليه تركيا من هذه المشاريع الاحتلالية وما الذي تسعى إلى تحقيقه، وما مصير مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” و”الوحدات الكردية” الذين هم أحد ذرائع هذه المشاريع الاحتلالية والعمليات العسكرية التي تشنها تركيا على أراضي الشمال السوري ؟
وبهذا الصدد قالت صحيفة “الشرق الأوسط“:
“الاندفاع الجنوني نحو العنف تجاه الأكراد من قبل الدولة التركية يثبت أن أحقاد التاريخ يمكن أن تؤثر في الواقع، حين تعجز الأنظمة السياسية عن إعادة تعريف هويتها الجامعة، في ظل تغيرات دولية كبرى، لا يمكن فهم هذا العنف التركي المبالغ فيه تجاه أكراد سورية، واندفاع تركيا لاحتلال أجزاء كبيرة من الدولة السورية، إلا باستحضار معضلة تركية قديمة، وهي الهلع التركي من التنوع العرقي أو الديني أو المذهبي للشعب التركي، والسعي التاريخي الدائم لجعل القومية التركية هي الحاكم المطلق”.
وأشارت “الخليج” إلى وجود اتفاق روسي-تركي حول مصير الأكراد، فنشرت:
“لا يبدو أن الأتراك في وارد الانسحاب من شرق سورية، وحتى في الاتفاق الذي تم إبرامه بينهم وبين روسيا، فإن الأمر لا يعدو كونه إعادة تموضع للقوات التركية، فالروس أيضاً يبدون تفهماً للمخاوف التركية من وجود الأكراد كعامل مهدد للأمن القومي التركي، ولهذا فإن الروس والأتراك ينسقون معاً في إطار هدف واحد، يتمثل في إبعاد الخطر الكردي، الذي يهدد الطرفين معاً”.
أما “نيزافيسيما غازيتا” فأولت في صفحاتها اهتماماً خاصاً لنظرة أهالي المناطق التي تنتشر بها “قسد” و”الوحدات الكردية” لهم، حيث ورد فيها:
“الوضع في شمال شرق سورية، هش بسبب عدم وجود استراتيجية للتفاعل مع العشائر العربية لدى قوات سوريا الديمقراطية وقد أعربت قيادات العشائر العربية التي تعيش في المحافظات الشمالية الشرقية من سورية مراراً عن معارضتها الهيمنة الكردية على الهيئات الإدارية المحلية كان ذلك وراء إعلانها عن الولاء للحكومة السورية”.
واضح أن “قسد” و”الوحدات الكردية” يعتبرون طرفاً أساسياً فيما يحدث شمالي شرق سورية، فبالنسبة للاحتلال التركي واضح أن الدولة السورية تضعه في أولوياتها وتضع المخططات اللازمة للتعامل معه بالشكل المناسب بمساعدة حلفاءها، وكان واضحاً أن المناطق التي انتشر بها مؤخراً الجيش السوري لم يصل إليها العدوان التركي، ما يؤكد على أنه مهما توسعت الأطماع الاستعمارية لأي دولة في سورية فإن دخول الجيش السوري إلى أي منطقة سورية سيمنع توسع أي وجود عسكري غير شرعي في تلك المنطقة، باعتبار الجيش السوري هو قوة شرعية تمثل الدولة السورية ومهمته الحفاظ على سيادة وسلامة أراضي دولته، وأي تعرض له فسيكون غير شرعي ويُعتبر اعتداء على جيش نظامي ينتشر على أراضي دولته، ما يشير إلى أن عودة “قسد” إلى الدولة السورية وخيار انضمام قواتها إلى صفوف الجيش السوري هو الخيار الوحيد الآمن أمامها وخصوصاً مع انحسار رقعة قاعدتها الشعبية في مناطق انتشارها.