منذ أن تم إعلان تأجيل اجتماع وزراء خارجية سوريا وتركيا وروسيا، هدأت الأحاديث حول التقارب السوري- التركي، وتوقف المسؤولين الأتراك عن الإدلاء بأي تصريحات عن مصير هذا المسار وحجم جديّته.
أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله، أكّد في ندوة حوارية حضرها “أثر برس” أن الإصرار التركي على التقرّب من دمشق ليس قراراً تكتيكياً، لافتاً إلى أن هذا المسار جدّي والهدوء المحيط به لا يعني توقّفه.
ولفت أبو عبد الله في حديث لـ”أثر” أن المحادثات السورية- التركية مستمرة عبر اللجان المشتركة التي تم تشكيلها بين الجانبين، مشيراً إلى أن دمشق ليست بصدد تقديم هدايا مجانية لأنقرة، وأنها لا تجد مشكلة في التقارب شريطة انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية المحتلة، ووقف دعم “الإرهاب”، أما فيما يتعلق بعقد الاجتماعات الرسمية فأكد أن سوريا بانتظار خطوة عملية من تركيا في الميدان.
وفي هذا الصدد، لفت أبو عبد الله، إلى أن تركيا متجهة إلى إعادة فتح طريق M4، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن فتح هذا الطريق يحتاج إلى كثير من الخطوات في ظل انتشار مسلحي “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة وحلفائها)” في محيط الطريق، لافتاً إلى أن “الهيئة” تعمل كل ما بوسعها لعرقلة مسار التقارب التركي- السوري.
وحول احتمال عرقلة هذا التقارب التركي- السوري من الولايات المتحدة الأمريكية، أكد أستاذ العلاقات الدولية الدكتور بسام أبو عبد الله، أن واشنطن تعارض التقارب التركي- السوري بشراسة، وتركيا لا يمكنها الخروج من تحت “المظلة الأمريكية” بالمطلق لكنها تمتلك هامش مناورة لحماية مصالحها.
كما تطرّق أبو عبد الله، خلال الندوة إلى الأحاديث التي دارت عن احتمال عقد لقاء الرئيسين التركي والروسي في أبو ظبي، مشيراً إلى أنها مجرّد أحاديث إعلامية، وأن هذا اللقاء إن حصل سيكون في موسكو.
وأكد أبو عبد الله، أن قرار التقرّب من سوريا، تم اتخاذه من المؤسسة الأمنية والعسكرية التركية، مشيراً إلى أن هذه المؤسسة باتت على قناعة أن السياسة التركية السابقة تجاه سوريا لم تعد مجدية.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أنه طوال مدة الحرب السورية تركيا لم تتمكن من إيجاد البديل عن سوريا للوصول إلى أسواق الخليج، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن إعادة العلاقات بين الجانبين تحمل فوائد اقتصادية متبادلة عبر البوابات الحدودية وتجارة الترانزيت بين أوروبا ودول الخليج، إلى جانب ملف غاز شرق المتوسط.
يشار إلى أنه سبق أن أكدت العديد من التقديرات أن تركيا بحاجة للتقرب من سوريا لحل أزمة اللاجئين والأزمة الاقتصادية القائمة في بلادها إلى جانب حاجة السلطة الحاكمة حالياً في أنقرة لهذا التقرّب في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى تأثير التطورات الدولية على العلاقات الخارجية لمختلف الدول بما فيهم تركيا.
زهراء سرحان- أثر برس