بالتزامن مع اقتراب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية، يدلي المسؤولون الأتراك بعدد من التصريحات عن مسار التقارب السوري- التركي، سيما فيما يتعلق بملف عودة اللاجئين السوريين والملف العسكري.
وقال في هذا الصدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في لقاء تلفزيوني أجراه أمس الثلاثاء: “أنقرة ستطهر منطقة شمال شرقي سوريا من حزب العمال الكردستاني بغض النظر عن القوى التي تدعم وجوده في المنطقة”، مؤكداً أنه “سنتعاون مع الحكومة السورية في تطهير شمال شرقي سوريا من حزب العمال الكردستاني”.
وأضاف: “لا يعنينا من يدعمهم سواء كانت أمريكا أم فرنسا أم غيرها”، حيث يتلقى الحزب “الكردستاني” دعماً عسكريّاً ولوجستيّاً من قوات “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن.
ويعتبر الملف العسكري من الملفات الشائكة بين سوريا وتركيا، وبرز الخلاف عليه في المحادثات التي جرت بين الوفود التركية والسورية بوساطة إيران وروسيا في موسكو، ففي الوقت الذي تشدد فيه الدولة السورية على أن التقارب مع تركيا لن يحصل قبل الانسحاب الكامل من الأراضي السورية، تشدد أنقرة على أنها تنوي القضاء على وجود “الوحدات الكردية” شمالي سوريا لافتة إلى أنهم يشكلون تهديداً لأمنها القومي، مشيرة إلى أنها لا تعتبر وجودها في سوريا “احتلالياً”.
تُجمع التحليلات على أن التعاون العسكري السوري- التركي قد يكون حلّاً جيّداً للطرفين السوري والتركي، وسبق أن أشار أوغلو إلى هذا التعاون، الأسبوع الفائت في تصريح صحافي أدلى به بتاريخ 24 أيار الجاري، حيث قال: “إن عملية التقارب السوري- التركي لا يمكن أن تتم إلا بمشاركة عسكرية ودبلوماسية حازمة ومنسقة”.
وبعد اجتماع وزراء الدفاع الثاني الذي أجري في 24 نيسان الفائت بدا أن هذا الملف بدأ يشهد بعضاً من المرونة، وذلك استناداً إلى البيان الذي أصدرته الدفاع السورية بعد الاجتماع، والذي أكد أنه تمت مناقشة موضوع انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وكذلك تطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي المعروف باسم طريق M4، وبعد أيام أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أنه سيتم إنشاء مركز تنسيق عسكري في سوريا، بمشاركة تركيا وروسيا وسوريا وإيران.
وتؤكد الدولة السورية أن الحديث عن تعاون عسكري سوري- تركي، لا يتعارض مع المطلب السوري المتعلق بإعادة الأراضي السورية كافة إلى الدولة، حيث تشدد دمشق باستمرار على أن أولويتها لإنجاز مسار التقارب السوري- التركي، هي الانسحاب التركي من سوريا، وتعمل على الإضاءة على هذا التفصيل في المناسبات كافة، وكان أبرزها خطاب الرئيس بشار الأسد، في قمة الجامعة العربية في جدة بتاريخ 19 أيار الجاري، حيث شدد حينها على ضرورة مواجهة “السياسة العثمانية التوسعية” وعلّق وزير الخارجية فيصل المقداد على حديث الرئيس الأسد بقوله: “إن التوصيف الذي قدمه الرئيس بشار الأسد في القمة العربية عن الفكر العثماني التوسعي كان توصيفاً دقيقاً وواقعياً لأنه يوجد الآن قوة محتلة للأراضي السورية وعندما يريد أي طرف الدفاع عن أرضه وسيادته يجب أن يدافع عن ذلك بإجراءات ضمن حدوده وليس ضمن أراضي الدول الأخرى”.
يشار إلى أن القوات التركية تشن باستمرار هجمات ضد “الوحدات الكردية” المنتشرة في منطقة شمال شرقي سوريا، وقال في هذا الصدد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، أمس الثلاثاء: “القوات التركية تمكنت من تحييد 37 ألفاً و886 إرهابياً منذ 24 تموز عام 2015” موضحاً أنه “تم تحييد 126 إرهابياً في الشهر الأخير فقط”، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول” التركية.