كشف رئيس الوزراء التركي الأسبق أحمد داوود أوغلو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتزعمه الرئيس، رجب طيب أردوغان، مصاب بحالة من اليأس وسط تزايد خلافاته الداخلية.
وقال داوود أوغلو، في حديث لصحيفة “فاينانشال تايمز” الأمريكية، إن “انحراف الحزب عن قيمه الأساسية يثير استياء عميقاً بدءاً من صفوفه السفلى ووصولا إلى نخبته الأعلى”
وأضاف داوود أوغلو أن الحزب الحاكم في بلاده سبق أن ثمن “العدالة والحرية وحريتي الفكر والتعبير”، مضيفاً: “لكن خلال السنوات الأخيرة الـ 3، لاحظت أن هذه القيم الأساسية، التي احترمناها على مدار كل حياتنا، لقيت تجاهلاً”.
وعلى الرغم من بقائه عضواً في “العدالة والتنمية”، إلا أنه أكد وجود احتمال لانفصاله لتشكيل قوة سياسية جديدة، ما سيعني انشقاقاً كبيراً في الحزب الحاكم، الذي اعتبر داوود أوغلو أنه يمر “بحالة يأس واسعة النطاق”.
ولم يحدد رئيس الوزراء الأسبق أي موعد دقيق لإنشاء حزب جديد، مشيراً إلى أنه لا يزال يشعر بـ “المسؤولية” عن تنفيذ محاولة لإصلاحه من الداخل، إلا أنه أضاف: “لا أمل كبيراً لدي”.
ويعتبر داوود أوغلو من أبرز أعضاء “العدالة والتنمية”، وسبق أن مثل حليفاً قوياً لأردوغان، حيث تعهد في خطابه بمناسبة الاستقالة بالحفاظ “حتى آخر نفس” على علاقات وثيقة مع الرئيس التركي.
لكن تطور الأحداث اتخذ طريقا آخر في العام الحالي، حيث أصبح داوود أوغلو، إلى جانب أحد مؤسسي “العدالة والتنمية”، علي باباجان، من أكبر المنتقدين الداخليين لنهج حزبه بعد الهزيمة الموجعة التي تكبدها في الانتخابات المحلية، بخسارة كل من اسطنبول والعاصمة أنقرة.
بالمقابل رد أردوغان بغضب على هذه التطورات، وخاصة احتمالات الانشقاق في حزبه، وقال متوعداً: “هؤلاء الذين يشاركون في مثل هذه الخيانة سيدفعون ثمناً باهظاً”.
يشار إلى أن تلك التطورات تأتي بعد العديد من الانتقادات الساسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي كان آخرها حديث رئيس برلمان عن حزب العضو الشعب الجمهوري التركي المعارض، باريش ياركاداش، بأن الرئيس أردوغان يتحمل مسؤولية تهجير السوريين من بلدهم بسبب سياساته الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية، وسط توقعات من مراقبين بأن تشهد الأشهر المقبلة تغيرات في الهيكلية الحاكمة في تركيا بسبب النتائج العكسية التي انبثقت جراء تلك السياسات.