في أول تعليق رسمي تركي على الأحداث الميدانية والتوترات التي شهدها ريف حلب، أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، أن ما جرى غير مؤثّر في العملية العسكرية التي تهدد بها تركيا والتي من المفترض أنها ستطال مدينتي منبج وتل رفعت بريف حلب.
وعدّ قالن في أثناء مقابلة تلفزيونية أجراها أمس الأربعاء، أن تدخل “هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” أن في الاقتتال بين فصائل ما يعرف بـ “الجيش الوطني” الموالي لها، لن تؤثر في عملية عسكرية سبق الإعلان عنها ضد “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”، مؤكداً أن “الأمر الحاسم هنا هو أولوياتنا ومخاوفنا الأمنية”.
مذكّراً بما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن هذه العملية، إذ قال: “المبدأ الذي وضعه الرئيس رجب طيب إردوغان واضح جداً، وهو (قد نأتيكم بغتة ذات ليلة)، وطالما أن التهديدات الأمنية من سوريا تجاه تركيا مستمرة، فإن هذه العقيدة ستستمر”.
وفي سياق متصل، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، تركيا بعدم تنفيذ كامل التزاماتها وفق اتفاق آذار 2020، مؤكداً أن محاربة “الإرهاب” ستستمر في إدلب والمناطق السورية الأخرى، مؤكداً أن “تركيا تسعى إلى تحويل هيئة تحرير الشام من منظمة إرهابية إلى معارضة معتدلة، وإن بعض الدول الغربية تدعم هذا الاتجاه” وفقاً لما نقلته صحيفة “الوطن” السورية.
وحول المحادثات السورية-التركية، أشار لافرنتييف، إلى أن أي نوع من الحوار هو أفضل من الصمت، وأي نوع من التواصل يساعد على إيجاد نقاط تقارب بالمواقف، وربما نقاط لحل بعض المشكلات، لافتاً إلى أن العمل جار حالياً لإيجاد طرق جديدة لحل المشاكل في سوريا، وتقديم المساعدات في تطوير حقول النفط والغاز.
وتشير معظم التحليلات التي أجمعت على فكرة أن دخول “الهيئة” إلى مناطق بريف حلب الشمالي يسيطر عليها “الجيش الوطني” كان ضمن خطة بين تركيا وبعض فصائلها و”الهيئة” من جهة أخرى، لافتة إلى أن تركيا باتت مزعوجة من حالة أداء بعض فصائلها في الشمال السوري، وأنها باتت بحاجة إلى جسم سياسي وعسكري موحّد وأقوى للهيمنة على تلك المنطقة.