وجّه الأمين العام المساعد السابق لاتحاد المحامين العرب في سوريا سميح خريس، أسئلةً إلى جامعة الدول العربية، منتقداً غيابها عن مساعدة سوريا بعد كارثة الزلزال، معتبراً أنه جريمة إبادة بحق السوريين.
وقال خريس في حديث مع قناة “الميادين”: “هناك هيمنة من بعض الدول العربية على الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط، وهي تتمسك بالعداء لسوريا”، متسائلاً: “لماذا لم يتصل الأمين العام للجامعة العربية بالرئيس بشار الأسد، ولماذا لم يتحرك من جانب انساني؟”، معتبراً أنّ هذا “الامتناع عن مساعدة المنكوبين هو قتل بالامتناع، وجريمة وانتهاكاً للقوانين الدولية، ويعرّض الممتنعين للمسائلة”.
كما تساءل الأمين العام المساعد السابق لاتحاد المحامين العرب عن عدم إرسال قطر مساعدات إلى سوريا، بعد أن قررت إنشاء جسراً جوياً مع تركيا، موضحاً أنّ “الموقف كان سلبياً من دول عربية عدة تجاه الكارثة في سوريا”، مؤكداً أنّ “مواثيق جامعة الدول العربية تنص على إلزامية التضامن بين الدول العربية”.
وجاء ذلك في وقتٍ أفادت فيه قناة “الميادين” بـ “وجود انتقادات شعبية واسعة في مدينة حلب، وغياب دور جامعة الدول العربية عن العمل على مساعدة سوريا، بُعيد الزلزال الذي ضربها مع تركيا في 6 شباط الجاري”.
وترى صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن “ردود الفعل العربية تفاوتت إزاء الكارثة التي حلّت بالسوريين، بين استجابة عاجلة وتنسيق سريع من قِبَل بعض الدول مع دمشق، وتَواصل غير مباشر من دول أخرى، واستثمار سياسي لتصعيد الضغوط على الحكومة السورية من أطراف ثالثة على رأسها قطر، استكمالاً لحملة سياسية دولية تقودها الولايات المتحدة منذ فترة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المساعدات القطرية انطلقت لضحايا الزلزال الذي ضرَب البلدَين معاً، فوصلت أوّلاً إلى تركيا التي نالت منها ما نالت، قبل أن تصل طلائعها إلى سوريا بعد ثمانية أيام كاملة، حين لم يَعد ممكناً العثور على ناجين”.
مضيفةً أنَ “التغطية الإعلامية القطرية للكارثة، وخاصة التي تبثّها قناة “الجزيرة”، وكأن الحرب السورية ما زالت في أوْجها، مع تركيز كبير على الجانب التركي، وإفراد لبعض المساحة لشمال غرب سوريا، وتجاهُل للمناطق السورية المنكوبة الأخرى، في ما يمثّل استغلالاً سياسياً فاضحاً، وخاصة أن المتضرّرين في سوريا اضطرّوا إلى الانتظار كلّ هذه المدّة، حتى يرخي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبضته عن بعض المعونات الموجَّهة إلى سوريا، ويسمح بنقلها فعلاً إلى المنكوبين في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلّحة، ولا سيما “هيئة تحرير الشام – (النصرة سابقاً)”.
يشار إلى أن الجزائر حاولت إعادة سوريا إلى مقعدها في الجامعة خلال القمّة العربية التي استضافتها في تشرين الثاني من العام الماضي، قبل أن تواجَه بحملة أمريكية – قطرية مناوئة أجهضت جهودها تلك.
وكان وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قد أكد خلال لقاء أجراه مع قناة “روسيا اليوم” في وقت سابق، أن معظم الدول العربية تتواصل مع دمشق في الخفاء والعلن، ما عدا دولتين لا يملكان سلطة قرارهما.
أثر برس