وصل أمس الاثنين، وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى العاصمة السورية دمشق بعد ساعات من وصول رفيع المستوى، في زيارة هي الأولى منذ 8 سنوات، وكثرت الأحاديث حول سبب هذه الزيارة والملفات التي ستتم مناقشتها، في حين تم الإجماع على أن هذه الزيارة تعتبر مهمة جداً في هذه المرحلة، الأمر الذي جعلها محط اهتمام الصحف العربية.
حيث نشرت صحيفة “القدس العربي” مقالاً تحت عنوان “وفد روسي بثقل دولة يزور دمشق” جاء فيه:
“الزيارة الروسية مهمة لدمشق لعدة أسباب، تحدث عنها الباحث السياسي لدى مركز عمران للدراسات، بدر ملا رشيد، والذي اعتبر أن الاجتماعات تحمل أهمية بالغة للدولة السورية، لعوامل عدة منها تتعلق بشخصية لافروف، ودوره المحوري سواء في السياسة الروسية الخارجية بشكلٍ عام، والملف السوري بشكلٍ خاص.. والزيارة، من وجهة نظره تحمل أوجهاً عدة، منها ما يتعلق بالملفات السورية المحلية، وكيفية إدارة الملفات العالقة، سواء ما يخص إدلب، وبقية المناطقة الواقعة تحت السيطرة التركية، أو المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية وما تشهده من تفاعلات محلية وإقليمية، بالإضافة إلى ملفات تتعلق بإدارة التواجد الروسي في سورية”.
وجاء في “البيان” الإماراتية:
“أكدت موسكو أنها تسعى إلى كسر عقوبات (قانون قيصر) المفروضة على دمشق، ومساعدة سورية في إعادة الإعمار” ونقلت الصحيفة في مقالها تصريح نائب رئيس الوزراء يوري بوريسوف، الذي قال فيه: “إن موسكو تحاول مساعدة سورية في كسر حصار اقتصادي سببته العقوبات الأمريكية الجديدة، التي تمنع تدفق الاستثمار الأجنبي على الاقتصاد السوري، فهذه العقوبات التي تعرف باسم (قانون قيصر) لا تسمح بجذب الاستثمار إلى الاقتصاد السوري، وفي واقع الأمر، هذا حصار، وموقف هدام من جانب الولايات المتحدة والدول الغربية، نبذل جهوداً مشتركة لكسره”.
فيما ورد في “الأخبار” اللبنانية:
“في وقت يشتدّ فيه الحصار الغربي على سورية، توازياً مع بدء فرض عقوبات جديدة عليها بموجب قانون قيصر الأمريكي، رمت روسيا بثقلها الدبلوماسي في دمشق، عبر وفد رفيع المستوى تولّى نقل رسالة دعم متجدّدة إلى القيادة هناك، معلِناً سلسلة خطوات سيتمّ البدء بها لتحسين الوضع الاقتصادي للحليف السوري”.
الضجة الإعلامية الكبيرة التي أخذتها زيارة لافروف برفقة الوفد الروسي، تدل على مدى أهمية هذه الزيارة والمخرجات التي قد تتمخض عنها الاجتماعات التي جرت خلالها، خصوصاً وأنها تتزامن مع العديد من التطورات التي تطرأ على الساحة السورية في كافة المجالات (الاقتصادية والعسكرية والسياسية وغيرها) إلى جانب تزامنها مع إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية على فرض ضغوطهم الاقتصادية على البلاد.