خاص || أثر برس ينتظر أهالي العديد من القرى في اللاذقية يوم السابع عشر من نيسان للاحتفال بعيد الرابع أو عيد الزهوريات، للترحيب والاحتفال بالطبيعة والابتهاج بقدومها وبخيراتها الموسمية، حيث يدل الاسم على الترتيب العددي ولكن يكفي أن يُذكر بمفرده للدلالة على اليوم الرابع من نيسان بحسب التقويم الشرقي، الذي يوافق السابع عشر من نيسان في التقويم الميلادي.
وبحسب الاعتقاد السائد فإن عيد الرابع بالساحل السوري هو يوم المنقلب الربيعي، وتم تبنيه من الحضارات التي سكنت إيران الحالية ومن ثم الأتراك وشعوب آسيا الوسطى باعتباره البداية الحقيقيّة لدورة الحياة الطبيعية على الأرض.
يقول الباحث التراثي والمدير لملتقى القنديل الثقافي حيدر نعيسة لـ”أثر” عن هذه المناسبة: “الرابع من نيسان أو الزهوريات هي احتفالات شعبية تراثية تاريخية ووطنية وقومية وحضارية كبيرة”.
وبحسب نعيسة، تعود هذه الاحتفالات إلى زمن الأجداد والعرب الفينيقيين حيث كانوا يقيمونها على ضفاف الأنهار الساحلية السورية واللبنانية بمناسبة بعث الإله أدونيس وذلك في ظلال أشجار الصنوبر حيث تنمو شقائق النعمان وهي ورود نبتت من قطرات دمع ودم عشتروت شقيقة الإله “أدونيس” الملقب “بالنعمان” التي سالت كما كانوا يعتقدون، وتحوّل الرابع من نيسان (وفق التقويم الشرقي) موعداً لإحياء تلك الذكرى.
واضاف نعيسة: يُحتفل بالزهوريات في عدد كبير من الأماكن في محافظة اللاذقية منها بلدة السخابة والصنوبر وسقوبين والمزيرعة والبهلولية والقلوف وفي حي القلعة وقرية الخطيب في منطقة الغاب، ولكن هذه الاحتفالات توقفت منذ عام 1979 حتى عام 2020 حيث عادت الاحتفالات بهذه المناسبة في قرية القلوف وغيرها، كما تتزامن هذه المناسبة مع عيد الجلاء في سوريا.
وعن طقوس عيد الرابع، يبين نعيسة أنه هو يوم فرح جماعي يلتقي فيه سكان قرى عديدة في الطبيعة، وأهم ما يميز هذه الاحتفالات هو النشاط الجماعي خاصة الدبكة التي تتميز بها المناطق السورية، ولكل منطقة دبكتها، كذلك حلقات الزجل والغناء التراثي والكثير من المظاهر الاحتفالية الفولكلورية، حيث يدور الطبل والزمر في القرى معلناً بدء احتفال الرابع، فيجتمع أهالي القرية والقرى المجاورة في ساحة القرية نهاراً لإقامة الدبكة على صوت الطبول والمزامير.
تجدر الإشارة إلى اختيار منطقة سقوبين لإحياء عيد الرابع أو الزهوريات للاحتفال به هذا العام بالتعاون مع أهالي المنطقة والفعاليات الثقافية.
زياد سعيد – اللاذقية