خاص|| أثر برس أكدت مصادر عشائرية لـ”أثر برس” أن إقالة “فريد القاسم” من منصبه في قيادة فصيل “جيش سورية الحرة”، المنتشر في منطقة التنف ومخيم الركبان، جاءت بضغط أمريكي وإصرار من قيادة قوات “التحالف الدولي”.
وأضافت المصادر أن قوات “التحالف الدولي” ضغطت على أن تحمل إقالته مظهراً سلمياً من دون إحداث إشكالات واحتجاجات مثلما حدث عندما أقيل “مهند الطلاع” من منصب قيادة الفصيل المذكور.
قرار تسلّم القاسم منصب “قائد جيش سورية الحرة”، لقي اعتراضات منذ البداية، وكان للوجود البريطاني في قاعدة التنف دور كبير في ترسيخ وجوده، إذ هددت تلك القوات معارضي “القاسم” بالإقصاء من مناصبهم وإخراجهم من “الركبان” بالكامل، في حال استمرارهم بالاحتجاج على قرار تعيين “القاسم” قائداً للفصيل المذكور، وبعد أشهر من تعيين “القاسم” أصدر “التحالف الدولي” قراراً جرى بموجبه عزل أحد القادة العسكريين المدعو “ماهر الدرويش” والملقب بـ”أبو عمار” من منصبه، وبعد أشهر استقال عدد من القياديين ومنهم القائد الذي تم تعيينه الآن بديلاً عن “القاسم” والمدعو “سالم تركي العنتري”.
وأوضحت المصادر أن خلاف قيادات “جيش سورية الحرة”، مع القاسم بُني أساساً على قراراته التي أصدرها فور تسلمه القيادة، فنقل الشخصيات التي تسيطر على طرق التهريب من وإلى مخيم الركبان لداخل المخيم، وعيّن شخصيات موالية له، وبات تهريب المواشي والمواد الغذائية من وإلى كل من العراق والأردن بيده، وسيطر أيضاً على الفرن الوحيد داخل المخيم والذي قدمته منظمات أممية، وهذا جعل عائدات المعابر والأسواق، تصب في خزينته الخاصة مستبعداً القيادات القديمة التي كان يسميها “جماعة الطلاع”، نسبة للقائد السابق “مهند الطلاع”، ولقيت محاولات الاعتراض من قبل القيادات المنقولة والمهمشة آنذاك صرامة بريطانية.
وأضافت المصادر أن بعد التوترات التي شهدتها القواعد الأمريكية في سوريا مؤخراً واستهدافها المتكرر من قبل قوات المقاومة العراقية، خرجت القوات البريطانية بالكامل من قاعدة التنف تحسّباً لسقوط خسائر بشرية في صفوفها، وكان خروج هذه القوات فرصة مناسبة لارتفاع الأصوات المطالبة بإقالة “القاسم” وتعيين أي من الشخصيات التي كانت تنتمي لـ”جيش سورية الحرة”.
وأكدت المصادر العشائرية أن “فريد القاسم” كان من بين قادة تهريب المخدرات في الداخل السوري، ولديه سجل حافل بالاعتداء على المدنيين والانتهاكات داخل مخيم الركبان منذ تعيينه، وعلى الرغم من تكرار الشكاوى ضده منذ تعيينه فإن القوات البريطانية أصرت على وجوده، من دون وجود سبب واضح، بينما رجّحت المصادر أن السبب يرتبط بميل القاسم إلى جماعة “الإخوان المسلمين”، موضحة أن مرجعية “القاسم” السياسية بوصفه عنصراً في “الإخوان” لم تكن سبباً للخلاف مع بقية القيادات الإخوانية، لكن انفراده بالقرارات وتسلط عناصره على أسواق الركبان والحياة فيها كانت هي السبب في المطالبة المكررة في عزله.
كيف تم تعيين “سالم تركي العنتري” قائداً لـ”جيش سورية الحرة”؟
أفادت مصادر عشائرية لـ”أثر برس” بأن تعيين “سالم تركي العنتري”، سبقه اجتماعان من قبل القادة المعارضين لوجود “القاسم” مع ضباط أمريكيين داخل قاعدة التنف، تلتهما جولة ميدانية أجراها ضباط أمريكيون إلى نقاط تعرف باسم “النقاط الحدودية” ثم معسكرات التدريب وذلك بوجود “القاسم” نفسه، وفي اليوم التالي لهذه الجولة، تم استدعاء “القاسم”، إلى قاعدة التنف وإبلاغه بقرار عزله بطريقة سلمية وإلزامه بالإشراف شخصياً على عملية تسليم مهامه لخليفته في المنصب، من دون أي محاولة للاعتراض أو التحريض ضد القيادات الجديدة.
و”العنتري” هو من قبيلة “العناترة”، في تدمر، وهي قبيلة ترتبط بـ”قبيلة حرب”، الشهيرة في الجزرة العربية (الحربيين – الحروب)، في السعودية والإمارات، موضحة أن اختياره “العنتري” قائداً لـ”جيش سورية الحرة” كان توافقياً مع قيادات الفصيل من جهة وعشائر الركبان من جهة أخرى، وهو ضابط فار من الخدمة في الجيش السوري باختصاص مدفعية ويقترب عمره من الأربعين عاماً.
وفرض العنتري على “فريد القاسم” الإقامة الجبرية حتى صدور تعليمات بخصوصه، الأمر الذي ترجح مصادر عشائرية بأن ينتهي بخروجه من الركبان إلى تركيا ليلحق بـ”الطلاع”.
يشار إلى أنه في 29 شباط الجاري، أعلن “جيش سورية الحرة” في معرفاته في منصة “X” أنه أجرى تغييراً في القيادة ورحب بقائده الجديد “سالم تركي العنتري” وأعرب “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن عن ترحيبة بالقرار، وحماسته للتعامل مع القائد الجديد.
البادية السورية