أثر برس

إدلب بين الحسم العسكري والحل السياسي

by Athr Press Z

جميع الأطراف السورية والمراقبة لما يجري داخل البلاد تنتظر المصير الذي تنتظره محافظة إدلب السورية، خصوصاً بعد قرب انتهاء معركة الجنوب السوري أكثر فأكثر، وحديث الأكراد عن رغبتهم بالمشاركة في معركة إدلب إلى جانب القوات السورية، لكن مخرجات أستانة 10 جعلت المشهد غير واضح حول مصير المحافظة وبدأ الحديث عن احتمال عودتها لسلطة الدولة السورية دون عملية عسكرية، ما يجعل مستقبل إدلب مجهولاً أكثر من السابق.

إذ قالت صحيفة “كومير سانت” الروسية:

“لاحظ المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتيف، أن الحديث لا يدور بعد عن عملية عسكرية في إدلب، فقال، في ختام اجتماعات سوتشي: “ما زال لدينا أمل في أن تتمكن المعارضة المعتدلة والشريك التركي الذي يأخذ على عاتقه مسؤولية استقرار الوضع في هذه المنطقة، من حل المسألة”، مؤكداً إمكانية التوصل إلى اتفاق، طالما أمكن ذلك في جنوب سوريا”.

وبدورها أكدت “الوطن” السورية من جديد على أن إدلب محافظة سوريّة ومصيرها بيد القوات السورية فقط، حيث قالت:

“يبدو أن مصير إدلب معقد جداً وأبرز هذه التعقيدات تتمثل بعدد قاطنيها الكبير بالإضاف إلى الساحة الشاسعة لإدلب.. ويبدو أن النظام التركي استشعر الخطر الذي يتربص به ما دعا الرئيس أردوغان إلى الاتصال بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وركز على وضع إدلب وبالتالي فإن ملف المحافظة سيبقى ملفاً ساخناً على خط الاتصالات الدولية.. خصوصاً وأن استراتيجية سوريا باتت واضحة والتي تتمثل باستعادة جميع المناطق السورية، فمصير إدلب تحدده الحكومة السورية وليس النظام التركي”.

أما “الحياة” السعودية، فأكدت أنه لا يمكن نفي احتمال العمل العسكري بالرغم مما جرى في أستانة 10، فنشرت في صفحاتها:

“إن المشهد السوري اليوم يمر بمرحلة مختلفة تماماً، بعد السيناريو الذي شهده الجنوب السوري وتوجه الأنظار نحو آخر مناطق خفض التصعيد المتبقية في الشمال، ومحافظة إدلب على وجه الخصوص، ما جعل التعاون الثلاثي بين روسيا وتركيا وإيران في صيغة محادثات أستانة على المحك، وإدلب ستكون بمثابة اختبار لذلك التعاون.. لا يمكن تجاهل حقيقة أن أكثر من سيناريو ينتظر إدلب والمعارضة التي حشرت فيها، قد يكون بينها الحل العسكري في حال لم تتمكن تركيا خلال فترة زمنية باتت قصيرة، من التعامل في شكل ناعم وسريع مع المنظمات الموجودة هناك والمصنفة على قوائم الإرهاب”.

بالمحصلة وبالرغم من جميع التصريحات حول مصير المحافظة سواء من قبل حلفاء الحكومة السورية أو من قبل داعمي الفصائل، فالمعطيات التي تجري على الأرض تؤكد أن القوات السورية مستمرة بعملياتها حتى استعادة جميع الأراضي السورية، كما تؤكد على أن تركيا لا يمكنها أن تتخلى عن اتفاق أستانة لأن هذا الاتفاق هو مدخلها الوحيد لتثبت قدمها في سوريا عسكرياً قدر الإمكان، لذلك لجأت إلى مناقشة هذا الملف في الاجتماع الأخير.

اقرأ أيضاً