على الرغم من المحاولات التركية المستمرة لترويض الفصائل المسلحة في الشمال السوري لتطبيق اتفاق المناطق المنزوعة السلاح في إدلب وأرياف حماة وحلب، تتجدد المعارك الداخلية بين الفصائل المتناحرة في المنطقة.
إذ أفاد “المرصد” المعارض بقيام “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” باعتقال قيادي من فصيل “صقور الشام” في بلدة حزانو شمال إدلب، ليقوم باعتقال 3 مسلحين من “الهيئة” في البلدة ذاتها، إذ لا تزال التوترات قائمة إلى الآن في إطار استمرار الاحتقان بين الطرفين منذ أواخر الشهر الفائت وإلى الآن.
وجاء ذلك بعد اقتتال أودى بحياة 3 مدنيين بينهم طفلتان بالإضافة إلى عدد من القتلى في صفوف الطرفين المتناحرين بحسب ما أفاد “المرصد”.
وفي ظل تلك الفوضى أفادت وكالة “سانا” الرسمية السورية بأن القوات السورية أحبطت محاولة تسلل لفصائل مسلحة إلى نقاط عسكرية بريف حماة الشمالي.
وحسبما ذكرت “سانا”، فإن القوات السورية وجهت ضربات مركزة على تحركات لمسلحي “الحزب التركستاني”، الذين حاولوا التسلل بين الأراضي الزراعية باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في محيط قرية المنصورة وتل واسط أقصى شمال سهل الغاب بريف حماة الشمالي، ما يشير إلى أن عدد من الفصائل ما يزال رافضاً للخطة التركية.
وفي سياق متصل يواصل، قادة من الفصائل المرتبطة بشكل مباشر بتنظيم “القاعدة” إعلان رفضهم العلني للاتفاق التركي – الروسي حول المنطقة العازلة، حيث أعلن أبو مالك الشامي والذي يعرف بـ”أبو مالك التلي”، وهو أحد القادة البارزين في “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة وحلفائها” في القلمون قبل أن يأتي إدلب في أعقاب التسوية التي حصلت هناك قائلاً: “دعاهم الشيطان لسحب السلاح الثقيل، فاستجابوا له، بدأوا بسحب الدبابات والعربات والهاونات والمدافع، فهل سيستجيبون له أيضاً بتسليم السلاح وترك نقاط الرباط تطبيقاً لمؤتمر سوتشي؟”
وتشير كل هذه التطورات إلى الإشكالات والقيود التي تقيد الخطة التركية لتطبيق الاتفاق مع روسيا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح على الرغم من التصريحات التركية المتواصلة والتي توحي بأن الاتفاق ساري على قدمٍ وساق.