بعد ساعات من إعلان ما يسمى بـ”جهاز الأمن العام” في إدلب عن تمكنه من إلقاء القبض على المجموعات التي تنفذ هجمات ضد القوات التركية في المحافظة، انفجرت عبوة ناسفة على طريق مؤدي إلى الحدود السورية- التركية بالتزامن مع مرور رتل عسكري تركي، ما خلّف قتلى وجرحى من الجنود الأتراك، إضافةً لأضرار في الآليات العسكرية.
وأفادت مصادر “أثر” بأن الانفجار وقع على طريق عام إدلب-سرمدا بالقرب من مدينة معرة مصرين في ريف إدلب، مشيرة إلى أن الانفجار خلّف قتلى في صفوف الجنود الأتراك ومسلحي “فيلق الشام” المسؤولين عن حماية الأرتال التركية داخل مناطق سيطرة المسلحين.
ولم تتبن أي جهة مسؤولية العملية حتى لحظة هذا التقرير، إلّا أن هذا الاستهداف جاء بعد ساعات قليلة من إعلان “جهاز الأمن العام” في إدلب عن إلقائه القبض على مجموعة مسلحة معروفة باسم “سرية أنصار أبي بكر الصديق”، التي استهدفت أرتالًا عسكرية في الشمال السوري عدة مرات، وفقاً لما نشره “جهاز الأمن العام” على قناته في التلغرام.
ويأتي هذا الاستهداف للجنود الأتراك في إدلب، بالتزامن مع الحديث عن ازدياد انتشار فصائل أنقرة في إدلب، حيث نقل موقع “المونيتور” عن مصدر إعلامي في إدلب: “إن الجيش الوطني موجود في إدلب منذ سنوات، لكن هذا الوجود ازداد مؤخراً، حيث أقام الجيش الوطني مقراً صغيراً في مدينة إدلب، وهناك فصائل للجيش السوري الحر متمركزة على الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية في أنحاء إدلب”.
ويشير مراقبون إلى أن تركيا اليوم متورطة في سوريا بجبهتين تشهدان تصعيداً لافتاً الأولى هي جبهة الشمال السوري والتهديد بشن عملية عسكرية بعد استهداف مدرعة تركية ومقتل جنود أتراك، والثانية هي جبهة إدلب التي تعد أكثر تعقيداً نتيجة تعدد التحديات التي تواجه أنقرة فأحدها مرتبطة باحتمال شن عمل عسكري من قبل الجيش السوري لاستعادة المحافظة، وأخرى متعلقة بهجمات تستهدف القوات التركية وفصائلها من قبل مجموعات مسلحة مجهولة التبعية.