أظهرت نتائج دراسة جديدة أجرتها جامعة “كوليدج” اللندنية، أن الأطفال اكتسبوا سلوك اللجوء إلى الطعام والإفراط في تناول الوجبات الغنية بالدهن والسكر، عند الشعور بالتوتر والغضب، بدلاً من وراثته.
إذ وجدت الدراسة المنشورة في مجلة “Pediatric Obesity”، أن السبب الأساسي لتناول الطعام يعود لأسباب عاطفية في البيئة المنزلية، حيث يرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الآباء يمنحون أطفالهم الطعام لجعلهم يشعرون بتحسن.
وشملت الدراسة ما يقارب 400 طفل بريطاني توأم، بعمر 4 سنوات، حيث جاء نصفهم من أسر يوجد فيها آباء بدينون، والنصف الآخر من أسر يتمتع فيها الآباء بصحة جيدة.
وأبلغ الآباء عن عادات الأكل لدى أطفالهم وميلهم إلى تناول الطعام نتيجة التأثر العاطفي. ثم قارن الباحثون البيانات بين التوائم المتطابقة وغير المتطابقة إلى جانب معدلات الأكل “العاطفي”، ووجدوا اختلافاً بسيطاً، مما يشير إلى أن البيئة المنزلية كانت عاملاً مساهماً أكثر من الجينات.
وأوضح الطبيب المشرف على الدراسة، مورتيز هيرل، أنه يمكن أن يكون للتوتر الناجم عن العواطف السلبية تأثير مختلف على الشهية لدى الأشخاص المختلفين، مبيناً أن بعض الأشخاص يرغبون في تناول وجبة الطعام المفضلة لديهم، بينما يفقد الآخرون رغبتهم في تناول الطعام كلياً عند الشعور بالتوتر أو الحزن.
كما لفت الباحثون إلى أن الإفراط في الأكل والنهم العاطفي قد يستمران خلال الحياة، ويمكن أن يكونا عامل خطر لتطور السمنة واضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية العصبي واضطراب الإفراط في الأكل.
وتدعم هذه الدراسة النتائج التي توصلت إليها عدة دراسات سابقة، والتي تشير إلى أن تأثر الأطفال العاطفي والإفراط في تناول الطعام يتأثران في الغالب بالعوامل البيئية.