على الرغم من دعمه للفصائل المسلحة في سوريا، كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده ستبقي اتصالات مع الدولة السورية على مستوى منخفض.
وقال إردوغان مساء أمس في حديث لقناة “TRT”: “السياسة الخارجية مع سوريا مستمرة على مستوى منخفض”، مضيفاً أن أجهزة المخابرات تعمل بصورة مختلفة عن القادة السياسيين.
وأضاف إردوغان: “الزعماء قد لا يتواصلون مع بعضهم، لكن أجهزة المخابرات يمكنها التواصل حسب مصلحتها”.
وتأتي تلك التصريحات في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لإقناع الفصائل المسلحة بأنها تقف إلى جانبهم، بهدف الاستفادة منها في عملياتها العسكرية ضد “الأكراد” وإبعاد جنودها الأتراك عن نيران المعارك.
ونقلت قناة “TRT” عن إردوغان زعمه بأن بلاده لا تريد سرقة الموارد السورية قائلاً: “نحن لا نبحث عن البترول أو الدخل المادي من تحركنا في شمالي سوريا”.
بالمقابل أثبت “المرصد” المعارض عبر فيديوهات مصورة عمليات تهريب الزيتون من عفرين شمالي سوريا إلى داخل تركيا، بالإضافة إلى إثبات وزارة الدفاع الروسية تهريب عشرات صهاريج البترول من سوريا إلى تركيا في عام 2015 عن طريق تنظيم “داعش”.
وأكد أردوغان سعيه إلى إنشاء “منطقة آمنة” في شمال سوريا بعمق 30 كلم وليس “منطقة عازلة”، مضيفاً: “وعدنا الأمريكيون منذ عهد أوباما بسحب التنظيمات الإرهابية من شرق الفرات خلال تسعين يوماً وهذا لم يحصل، واليوم هناك مؤشرات في عهد ترامب لتحقيق ذلك”.
وشدد إردوغان على أن بلاده لا يمكن أن تترك إدارة “المنطقة آمنة” في شمال سوريا في يد “التحالف الدولي”، لأن أنقرة “لا تثق به بناء على تجارب سابقة معه”.
يذكر أن الرئيس التركي قد كرر مراراً تصريحات تعكس عدم ثقته بأوروبا والولايات المتحدة، وبدأ يخفف من حدة اللهجة تجاه الدولة السورية، في صورة قد تشير إلى احتمال تنفيذ المقترح الروسي والذي دعا لإعادة تفعيل “اتفاقية أضنة” من جديد وعودة مناطق شرق الفرات إلى سيطرة الدولة السورية.