أثار تصريح الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي حول تحرير “أسيرة” كانت موجودة لدى حماس، اللغط في الأوساط “الإسرائيلية”، وأكد ناشطون “إسرائيليون” في مواقع التواصل الاجتماعي أنهم بانتظار تصريح الناطق باسم “كتائب القسّام” أبو عبيدة لتوضيح تفاصيل ما تحدث عنه المتحدث باسم “جيشهم” مؤكدين أن لا ثقة لديهم بتصريحات المتحدث ولا بتصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”.
وصدر أمس الاثنين بيان مشترك “للجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام- الشاباك” زعم أنه تم إطلاق سراح المجندة أوري مجيديش في عملية برية”، وأن “حالتها جيدة والتقت عائلتها”.
وأفاد موقع “عكا” للشؤون الإسرائيلية بأن صفحات وتعليقات “الإسرائيليين” في منصات التواصل الاجتماعي تطالب بتصريح من “أبو عبيدة” الناطق العسكري باسم كتائب القسام لتوضيح مصداقية خبر تحرير الأسيرة الإسرائيلية، ويقولون إنهم لا يثقون بتصريحات “نتنياهو” و”وزير الجيش وبيانات المتحدث باسم الجيش والشاباك”.
وأكد الناطق باسم حماس حازم قاسم، أن “الاحتلال لن يحصل على أسراه إلا بصفقة تبادل تشمل جميع أسرانا”، مشيراً إلى أن كيان الاحتلال يدعي السعي لتحرير أسراها.. لكنها تعرض حياتهم للخطر بهجماته العشوائية.
بدوره، أكد عضو مكتب حماس السياسي عزت الرشق، في بيان، أن “الإعلان الإسرائيلي هدفه التشويش على فيديو الأسيرات الثلاثة، الذي أحدث صدمة كبيرة في المجتمع الإسرائيلي”.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات قليلة من نشر فيديو لثلاث أسيرات موجودات لدى حماس، وجهن فيه رسالة إلى “نتنياهو” قالت فيها إحداهن: “نحن نعاني من فشلك السياسي والأمني والعسكري، بسبب الفشل الذي تسببت به في السابع من تشرين الأول، لأنه لم يكن أي جندي في المكان ولم يأتِ إلينا أي شخص، ولم يدافع عنا أي شخص، ونحن مواطنون بريئون وسذّج، مواطنون ندفع ضرائب لدولة إسرائيل، نحن الآن موجودون في الأسر”.
وأضافت الأسيرة “أنت تقتلنا، هل تريد أن تقتلنا كلنا، أنت تريد من الجيش أن يقتلنا، ألا يكفي أنك ذبحت الجميع، ألا يكفيك أن هناك مواطنين إسرائيليين قُتلوا، أطلق سراحنا الآن، أطلق سراح مواطنيهم وأسراهم الآن، أطلق سراحنا، أطلق سراح الجميع، نحن نستحق أن نعود لعائلاتنا، الآن الآن الآن”، مطالبة “نتنياهو” بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وتُعد مسألة الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى فصائل المقاومة من قضايا الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية الشائكة، بوصف أن بعض الأسرى هم مواطنيين أمريكيين، ووفق تصريح لجيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء فإن عدد الأسرى الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة وصل إلى 240 أسيراً.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية بأن “المفاوضات لإطلاق سراح المختطفين لدى حركة حماس في قطاع غزة مستمرة”، مشيرة إلى أن “التوغل البري الإسرائيلي” أدى إلى تعقيدها.
ووفق قناة “الحرة” الأمريكية فإن قطر ودول خليجية أخرى تستضيف مكتب حركة حماس الفلسطينية السياسي، تتوسط في مفاوضات للتوصل إلى صفقة تشمل إطلاق سراح المختطفين.
ونقلت عن 3 أشخاص مطلعين على المفاوضات، قولهم: “إن الوسطاء كانوا متفائلين في الأسبوع الماضي بأنهم على وشك التوصل إلى اتفاق تفرج بموجبه حماس، التي تسيطر على غزة منذ عام 2007، عن جميع المختطفين المدنيين”.
ووجه اليوم الثلاثاء الناطق باسم “سرايا القدس” رسالة لعائلات “الأسرى الإسرائيليين” قال فيها: “إن قيادتكم تغامر بأرواح أولادكم على حساب عامل الوقت في محاولة لقتلهم، وزهق أوراحهم هرباً من دفع الثمن، وهنا نؤكد أن نتيجة هذه المغامرات ونتيجة القصف الهمجي الذي يتعرض له شعبنا وقطع كل إمدادات الحياة عن قطاع غزة، فإن عدداً من الأسرى الموجودين في قبضتنا قد فارقوا الحياة وأصبحوا في عداد القتلى، علاوة على ذلك فإن هذه المرحلة هي مرحلة مقارعة العدو في الميدان ولن نسمح له باستغلال المفاوضات ليحقق بعض الأهداف الميدانية في قطاعنا الحبيب”.
وقبل أيام أعلنت “حماس” استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى “الإسرائيليين” الموجودين لديها مقابل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الموجودين في سجون الاحتلال، ووفق صحيفة “الشرق الأوسط” فإن عدد من أهالي الأسرى “الإسرائيليين” التقوا قبل أيام مع “نتنياهو” وأعلنوا انطلاق حملتهم الشعبية للضغط على “الحكومة” حتى لا تضيع القضية، وتهدد حياة المخطوفين بوساطة الاجتياح البري.
ووفق “جمعية حقوق الإنسان الإسرائيلية- هاموكيد” فإنه حتى تشرين الأول 2023، يوجد في “السجون الإسرائيلية” 5192 سجيناً أمنياً، وبعد عملية “طوفان الأقصى” أعلنت حكومة الاحتلال انتقال هذه السجون من سلطة “إدارة السجون” إلى سلطة “الدفاع الإسرائيلية”.