ثلاث ضربات تعرض لها الكيان الإسرائيلي في الملف السوري تسببت باختلال توازنه في المنطقة، خصوصاً وأنها تزامنت مع تصعيد على جبهة قطاع غزة بين “الجيش الإسرائيلي” والفلسطينيين، ولا تزال أكثر هذه الضربات تأثيراً هي القرار الروسي المتعلق بتزويد سوريا بمنظومة “إس 300” من قبل روسيا، إضافة إلى فتح معبري نصيب ومعه معبر القنيطرة من قبل الجانب السوري.
صحيفة “رأي اليوم” اللندنية تطرقت للأذى الذي تعرض له الكيان الإسرائيلي من فتح معبر نصيب الحدودي مع الأردن، فقالت:
“لم نبالغ إذا قلنا أنّ إسرائيل التي كانت مِن أبرز المعارضين لعودة فتح المعبر المذكور، ودعمت بعض الفصائل التي كانت تسيطر عليه حتى اللَحظة الأخيرة، تلقت لطمة قوية، سياسياً واقتصادياً، سِياسياً لأنّها لا تريد التعافي لسوريا، وتعارِض أي رفع للحصارِ عنها، واقتصادياً لأنّ إغلاق المعبر أدى إلى مرور الكثير من البضائع التركية والغربية إلى الأُردن، وربّما دول الخليج، عبر ميناء حيفا، وفتح الحدود السورية الأردنية وعودتها إلى وضعها الطَبيعي سيحرم هذا الميناء من دخل يومي كبير، لأن مرور البضائع عبر سوريا أقل كلفة”.
وتناولت “سفوبودنايا بريسا” الروسية محاولات رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” المستمرة لإعادة العلاقات مع روسيا كالسابق، إذ جاء فيها:
“نتنياهو، بعد أن أصبح على دراية بـ إس 300، زار الولايات المتحدة وأجرى محادثات مع ترامب.. بالنسبة لروسيا، إسرائيل معادية خطرة للغاية، وإلى جانب ذلك، يمكن للولايات المتحدة استغلال هذا الوضع لمصلحتها. لذلك، من أجل الحفاظ على التوازن ربما ستقدم موسكو تنازلات بالفعل”.
واعتبرت صحيفة “الأخبار” اللبنانية أن هذه الأحداث جعلت “إسرائيل” أمام منعطف جديد، حيث نشرت في صفحاتها:
“استراتيجياً، القرار الروسي بشأن إس 300، له تداعيات سلبية جداً على قدرة إسرائيل في فرض إرادتها على أعدائها، والواضح أن تل أبيب وكل مقاربتها للساحة السورية أمام منعطف، لا يبعد أن يكون مقدمة لمرحلة جديدة تستدعي منها إعادة موازنة قدراتها الفعلية وإمكان استخدامها في مواجهة أعدائها، وهو ما يصعب عليها، مقارنة بالتهديدات المتشكلة في سوريا ومنها، ما يلزمها في المقابل عدم مغادرة دائرة المواجهة، وإن بأساليب مقلصة أو مغايرة، وعلى هذه الخلفية، لن تسلم إسرائيل وستبحث عن خيارات بديلة مع إدراكها المسبق أنها أقل فاعلية في تحقيق الأهداف”.
يبدو أن التعافي الذي تعيشه الدولة السورية بدأ يؤثر بشكل كبير على أعداءها، فالقوات السورية تمكنت من استعادة معظم أراضيها وبالتالي تسبب ذلك بعودة الدولة إلى موقعها الطبيعي في كافة القطاعات لاسيما الاقتصادية والسياسية، لكن من الواضح أن هذا التعافي ألحق الضرر بأعداءها وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي.