أثر برس

“إسرائيل” تدين العملية الروسية في أوكـ.رانيا وتحافظ على تحركاتها في سماء سوريا.. تقارير عبرية تكشف حقيقة ما يجري

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس في الأيام الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اتخذت “إسرائيل” موقف الحياد، حيث نقلت وسائل إعلام عبرية حينها عن أوساط سياسية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية “نفتالي بينيت”، أعطى أوامراً بعدم الإدلاء بأي تعليق حول هذه الحرب، وذلك بهدف الحفاظ التوازن بين علاقتها مع روسيا لا سيما بخصوص الملف السوري من جهة وعلاقاتها مع الولايات المتحدة ودول الناتو من جهة أخرى، لتُدين فيما بعد “إسرائيل” العملية الروسية في أوكرانيا علناً وذلك بعد الحديث عن مخاوف “إسرائيلية” من تأثير صمت “تل أبيب” سلباً على علاقتها بالغرب، الأمر الذي أثار إشارات استفهام عديدة حول مصير التنسيق بين روسيا و”إسرائيل” في سوريا، إلّا أن مجريات الأحداث فيما بعد أكدت أن الموقف “الإسرائيلي” لم يؤثر على تنسيقها مع روسيا في سوريا ولا على حرية حركتها التي منحتها إياها موسكو في سماء البلاد.

ومن أبرز هذه المجريات هي الزيارة غير المعلنة التي قام بها “بينيت” إلى موسكو يوم السبت الفائت والتقى خلالها بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة العديد من الملفات ومن ضمنها الوضع الأمني في سوريا بحسب ما نقلته حينها قناة “كان” العبرية، وبعد يومين من هذا اللقاء نفّذ الكيان الإسرائيلي عدواناً على محيط العاصمة دمشق راح ضحيته مدنيان اثنان، حيث كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية وأكدت أن هذا العدوان تم بعد اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة على أنه من المقرر أن يصل وفد روسي إلى فلسطين المحتلة، يوم الخميس المقبل، لحضور اجتماع شهري حول التنسيق الأمني بين الجانبين في سوريا.

وفي محاولة لتفسير الموقف “الإسرائيلي” الذي أدان العملية الروسية في أوكرانيا، دون أن يؤثر على علاقته مع روسيا، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية عن مصدر سياسي لم تسمه تأكيده على أن “إسرائيل أيدت الأسبوع الماضي قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة العملية الروسية، بعد أن أكدت لها روسيا أنه لن يضر بالتنسيق الأمني بين الدول في سوريا”.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت” بأن “بينيت” طلب من بوتين خلال لقائه به يوم السبت الفائت في موسكو، “مواصلة حرية عمل الجيش الإسرائيلي في سوريا”، مؤكدة أن “بوتين وعد بالحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي، فضلاً عن نشاط آلية التنسيق بين البلدين، والتي تعمل بشكل عام بما يرضي روسيا وإسرائيل”.

ويؤكد محللون أمريكيون على أن “إسرائيل” لا يمكنها المخاطرة بعلاقتها مع روسيا، مشيرة إلى أن “إسرائيل” تعتمد على روسيا للتنسيق الأمني في سوريا، حيث يوجد لموسكو حضور عسكري قوي، مما يجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي على البحث عن حل وسط بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب سعيه إلى لعب دور الوسيط غير المحتمل بين روسيا وأوكرانيا.

وسبق أن أكد محللون “إسرائيليون” على أن تل أبيب تعتبر الحفاظ على حرية حركتها في سماء سوريا أولوية لا يمكن التنازل عنها، حيث قالت الباحثة في “معهد دراسات الأمن القومي” بجامعة تل أبيب “كارميت فالينسي” عبر حسابها في “تويتر”: “إن مصلحة إسرائيل الأساسية هي الاحتفاظ بحرية العمليات في الأجواء السورية التي انخرطت بها روسيا، وهو ما يتطلب سياسة حذرة تجاه موسكو”، معتبرة أن التصعيد الحالي اختبار مهم للعلاقات الإسرائيلية– الروسية، وكذلك نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية قبل أيام تقريراً بعنوان “هل التنسيق في سوريا مع روسيا يستحق المخاطرة بالتحالف الأمريكي – الإسرائيلي؟” قالت فيه: “إن إسرائيل لا يزال أمامها فرصة لمعرفة كيفية دعم أوكرانيا بالوسائل العسكرية، لإنقاذ البلاد من الاحتلال الروسي مع مواصلة ضرباتها في سوريا”.

يشير خبراء إلى أن حفاظ روسيا على علاقتها بـ “إسرائيل” في سوريا، قد يكون أحد أهدافه هو إحكام قبضة روسيا على ورقة ضغط على الكيان الإسرائيلي، لضبط موقفه من الحرب الأوكرانية، ولهذا الهدف استخدمت موسكو المرونة من خلال السماح لـ “إسرائيل” بإدانة عمليتها العسكرية دون أن تجرؤ على أي تحركات أخرى قد يكون لها تأثيرات على أرض الواقع، الأمر الذي يوضح سبب عدم تلبية “إسرائيل” للطلب الأوكراني المتعلق بتزويد الجيش هناك بأسلحة “إسرائيلية”.

زهراء سرحان

اقرأ أيضاً