توغلت قوة “إسرائيلية” أمس الثلاثاء في محافظة القنيطرة، وأكد أحد وجهاء المنطقة الجنوبية أن “الجيش الإسرائيلي” وصل إلى أعمق منطقة منذ سقوط النظام السابق، والتي تشرف جغرافياً على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مصادر أمنية سورية، تأكيدها أن “قوة من الاحتلال الإسرائيلي توغلت في قريتي رسم المنبطح والدواية الكبيرة بريف القنيطرة جنوبي سوريا”، مشيرة إلى أن “إسرائيل عملت خلال الشهرين الماضيين على إنشاء مواقع ونقاط عسكرية عديدة في مناطق مختلفة بريف القنيطرة”.
وأفادت مصادر محلية في درعا بأن عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية بينها جرافات وصلت إلى منطقة ” تل المال”، شمال محافظة درعا، وقامت بالدخول إلى بعض المواقع العسكرية في المنطقة، بوقت قطعت قوات أخرى طريق بلدتي مسحرة و الطحية، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ونقلت “سبوتنيك” عن أحد وجهاء المنطقة الجنوبية عمر عقله، قوله: “إن التوغل الإسرائيلي وصل إلى أعمق منطقة منذ رحيل حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد، والتي تشرف جغرافياً على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، حيث تعتبر هذه المنطقة مهمة عسكرياً”.
وأضاف عقلة أن “القوات الإسرائيلية، قامت فجر اليوم بتدمير عدة مواقع عسكرية بريف درعا الشمالي، بما فيها من أسلحة وذخائر قبل أن تنسحب وتعود باتجاه المنطقة العازلة في ريف القنيطرة”.
وتابع عقله: “الجيش الإسرائيلي استدعى تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود السورية قبالة الجولان المحتل، وسط أنباء تؤكد أن قواته تنوي التوسع في ريفي درعا والقنيطرة خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بحسب التطورات التي تشهدها الساحة السورية ميدانياً وسياسياً”.
وكان الجيش الإسرائيلي، أعلن بتاريخ 26 شباط الفائت أنه استهداف مواقع عسكرية جنوبي سوريا تشمل مقرات ومواقع تحتوي على وسائل قتالية.
وقال الجيش في بيان له: “خلال الساعات القليلة الماضية، هاجم جيش الدفاع الإسرائيلي أهدافاً عسكرية في جنوب سوريا، بما في ذلك مراكز قيادة ومواقع متعددة تحتوي على أسلحة”، وأضاف البيان أن “وجود القوات والأصول العسكرية في الجزء الجنوبي من سوريا يشكل تهديداً لمواطني إسرائيل، سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي العمل من أجل إزالة أي تهديد لمواطني دولة إسرائيل”.
ومنذ الثامن من كانون الأول الماضي، بدأت القوات الإسرائيلية التوغل داخل الأراضي السورية خارج المنطقة العازلة، وتمكنت من السيطرة على ما يقارب من 95% من مساحة محافظة القنيطرة، وأجزاء واسعة من ريف درعا الغربي ” حوض اليرموك” ، إذ أنشأ “الجيش الإسرائيلي” نقاط عسكرية عدة في مواقع استراتيجية ، منها سفوح جبل الشيخ وباتت قواته تشرف ناريا على محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق.
وقبل يومين علّق وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي “جدعون ساعر” على الملف السوري بتأكيده على أن المسألة في سوريا لا تتعلق بوحدة أراضيها، وإنما مصلحة “تل أبيب” تقتضي أن تكون الحدود هادئة.
وأضاف أن “إسرائيل لن تسمح بتكرار سيناريو هجوم 7 أكتوبر على أي جبهة أخرى”، وفقاً لوكالة “رويترز”.
واعتبر “ساعر” أن “وجود جماعات إسلامية متشددة على الحدود، يشكل تهديداً بالغ الخطورة على أمن إسرائيل”.