نقلت تقارير أجنبية تسريبات تؤكد وجود “قلق إسرائيلي” من واقع التحالفات الجديد الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط وتأثيره على حرية عملها في الأجواء السورية، حيث أكدت التقارير أن “إسرائيل” قلقة من الحضور الصيني في سوريا على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، إلى جانب قلقها من التقارب الروسي-الإيراني، وسط توقعات من عقد صفقات عسكرية جديدة ومؤثرة بين الجانبين.
وفي هذا الصدد، أفادت صحيفة “ديفينس” الأمريكية، بأن: “الإعلان الأخير عن المساعدات الصينية للدولة السورية، دق ناقوس الخطر في الدوائر الأمنية الإسرائيلية، معتبرة أن وجود الصين في سوريا ليس بحد ذاته مصدر قلق كبير لـ إسرائيل، وإنما التحسينات الاقتصادية أو العسكرية التي يمكن أن تدخلها الصين على الجيش السوري”، ونقلت الصحيفة عن مصدر في “الدفاع الإسرائيلية” تأكيده على “وجود معلومات تفيد بأن خبراء صينيين زاروا في الأشهر الأخيرة بعض منشآت للجيش السوري العسكرية المتضررة من الحرب، وتوقع المصدر أن تكون أنظمة الاتصالات التي سترسلها الصين للدولة السورية من النوع الذي سيملأ الفجوات الحالية في شبكة الاتصالات العسكرية، معرباً عن خشيته من أن يكون هذا مجرد غيض من فيض المساعدة الصينية لجهود الدولة السورية لإعادة بناء قواتها”.
كما أشار المصدر التابع لـ “الدفاع الإسرائيلية” إلى احتمال أن تبيع الصين بعض أنظمتها الدفاعية لسوريا الأمر الذي قد يعقد العمليات الإسرائيلية في سوريا، وفقاً للصحيفة الأمريكية.
أمام بخصوص العلاقات الروسية-الإيرانية، فنشرت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية تقريرا نقلت خلاله عن مصادر مقربة من الحرس الثوري الإيراني، تأكيده على التوصل لاتفاق إيراني-روسي-سوري بشأن نقل منظومتي الصواريخ المضادة للطائرات إس-400 وإس-300 إلى الجيش السوري، مشيرة إلى أنه “من الناحية النظرية، يجب أن يكون هدفهما الطائرات الإسرائيلية”.
فيما نقلت وكالة “الأناضول” التركية عن الخبير الإسرائيلي “يوناثان فريمان” قوله: “إن إسرائيل تلاحظ بشكل كبير أنه بات من الصعب العمل في سوريا وربما تكون روسيا قد غيرت سياستها”، مشيراً إلى “أن حرية عمل الجيش الإسرائيلي قد تتأثر في سوريا، على خلفية أزمة بين موسكو وتل أبيب، بشأن حظر أنشطة الوكالة اليهودية”، موضحاً أن “أحد مخاوف إسرائيل هو أن الخلاف مع روسيا قد يعني أنه لن تكون لدى إسرائيل القدرة الكافية للعمل في سوريا”، مشيراً إلى أن موسكو لم تصدر أي رد على ما ورد في حديث وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، حول استخدام بطاريات S-300 في أعقاب غارة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا بوقت سابق.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد أعلن خلال جولته الأخيرة التي أجراها في الشرق الأوسط، أن أحد أهدافه الأساسية منها هو منع الصين من الحضور في الشرق الأوسط، وذلك بعد تأكيد العديد من المسؤولين في الإدارة الذاتية على أن أولويات الإدارة الأمريكية في هذه المرحلة هي مواجهة النفوذين الصيني والروسي، كما تأتي هذه التقارير وسط الحديث عن قلق ارتفاع وتيرة التصعيد الأمريكي-الصيني، والروسي-الأمريكي.