أعربت الخارجية الروسية عن رفضها للاستهدافات “الإسرائيلية” المتكررة لمطار دمشق الدولي، مؤكدة أن هذه الاستهدافات ستكون لها “عواقب خطرة للغاية”.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: “نندد بشدة بالهجوم الاستفزازي الأخير الذي شنته إسرائيل على منشأة مهمة للبنية التحتية المدنية في سوريا”.
وتابعت: “نحن على قناعة بأن مثل هذه الممارسة البغيضة محفوفة بعواقب خطرة للغاية، سيما في سياق التفاقم الحاد للوضع في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وما ينتج عنه من زيادة في التوتر بالمنطقة”.
واستهدف الكيان الإسرائيلي يوم الأحد 26 تشرين الثاني الجاري، مطار دمشق الدولي للمرة الثالثة منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، وفي بداية الشهر الجاري، نشرت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية عن مصادرها أنه منذ تاريخ 7 تشرين الأول الفائت لم يُخطر الكيان الإسرائيلي، روسيا باستهدافاته الجويّة على الأراضي السورية.
ونقلت الوكالة الأمريكية عن مصادر مطلعة أن “تل أبيب غيّرت من سياستها بشأن الغارات الجوية على سوريا، عقب بدء عدوانها على قطاع غزة، فهي لم تعد تخطر موسكو مسبقاً بالهجمات كما جرت العادة في السابق”.
ورجّحت الوكالة الأمريكية في تقريرها أن “التحوّل الجديد في السياسة الإسرائيلية بشأن الغارات قد يؤدي إلى زيادة التوتر في العلاقات المضطربة بين تل أبيب وموسكو، إلى جانب زيادة هجماتها الجوية في الآونة الأخيرة”.
روسيا سبق أن اتخذت إجراءات تحذيرية ضد “إسرائيل”:
وسبق أن وجهت روسيا تهديداً إلى الكيان الإسرائيلي في سوريا، إذ أرسلت روسيا عام 2018 منظومة الدفاع الجوي الروسي “إس 300” إلى سوريا وذلك على خلفية إسقاط طائرة عسكرية روسية قبالة سواحل سوريا ما تسبب بوفاة 15 عسكرياً روسياً، وذلك أثناء غارة جوية كان يشنها الاحتلال الإسرائيلي في أجواء تلك المنطقة.
وفي تموز 2022 أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتس” أن بطارية روسية مضادة للطائرات أطلقت صاروخاً باتجاه مقاتلات “إسرائيلية” خلال تنفيذها هجوماً في سوريا قبل شهرين، ونقلت حينها صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسؤول غربي تأكيده أن “لجوء موسكو إلى هذا التصعيد مرتبط بتصعيد “الموقف الإسرائيلي” في أوكرانيا، سواء فيما يتعلق بالتصريحات والمواقف السياسية أم فيما يتعلق بالتقارير التي تؤكد وجود خبراء إسرائيليين إلى جانب الجيش الأوكراني”.
الاحتلال مطمئن من روسيا في سوريا:
في نيسان 2022 دارت أحاديث في الأوساط “الإسرائيلية” عن وجود خشية من فرض قيود روسية على حرية حركة “الطيران الإسرائيلي” في الأجواء السورية بسبب موقف الاحتلال الإسرائيلي المؤيد للغرب في حرب أوكرانيا، وفي هذا السياق نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادر أمنية وسياسية “إسرائيلية” تأكيدها أن “التنسيق الأمني بيننا وبين روسيا في سوريا مبني على مصالح مشتركة يحافظ الروس عليها وليس فقط إسرائيل”، وفق ما نقلته الصحيفة.
بدورها نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” تقريراً ناقشت فيه السيناريوهات المحتملة جراء الغضب الروسي من موقف “إسرائيل” من حرب أوكرانيا، وتساءلت: “هل سيكون الأمر معقداً جداً لدرجة أن الطائرات الإسرائيلية لن تكون قادرة على مواصلة الضرب في سوريا؟”، وأجابت: “يمكن لبوتين بالطبع أن ينتقم إذا أوضح بينيت أن إسرائيل تعارض غزو أوكرانيا، ويمكنه إخبار قواته في سوريا بوقف التنسيق الأمني، ويمكنه تسليم بطاريات صواريخ S-300 وS-400 المتطورة إلى الجيش السوري، ويمكن حتى أن يجعل طياريه يعترضون الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية، لكن فيما بتعلق ببوتين، فإن إسرائيل تنفذ العمل القذر في سوريا وسوف يجني الفوائد”.
يشار إلى أنه اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” على فتح خط “منع التصادم” لتفادي وقوع أي حوادث بين الطرفين في سوريا، وتجنب إصابة أي قوات أو معدات روسية، ويربط “خط منع التصادم بين روسيا وإسرائيل” قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية شمال غربي سوريا، مع قيادة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي.