دهشة “إسرائيلية” واضحة مما جرى أمس في فلسطين، فالصواريخ التي سقطت على “إسرائيل” كانت استثنائية بامتياز، سواء بما يتعلق بنوعيتها أو الأماكن التي استهدفتها أو حتى كثافتها، هذه التفاصيل دفعت المحللين والخبراء “الإسرائيليين” إلى البحث في تبعاتها وخلفياتها.
حيث شبكة الأخبار الإسرائيلية “كان“:
“حماس تسعى إلى إنتاج معادلتها الجديدة في الجولة الحالية، ومفادها أن لكل خطوة أو سياسة تعتبرها تنمراً وانتهاكاً إسرائيلياً للوضع الراهن، سيكون هناك رد من غزة على غرار عملية “سيف القدس”، وهو اسم قُصد منه التصدي لاسم العملية التي اختارها الجيش الإسرائيلي بعنوان “حارس الأسوار”، وليس من قبيل المصادفة أن الاسمين لهما صدى في القدس وجدرانها، هذه المعادلة الحمساوية تعني أن تصبح غزة ضمن الاعتبارات الإسرائيلية كلما عملت بطريقة أو بأخرى في القدس، رغم أن إسرائيل لا تستطيع تحمل ذلك، لأن ذلك يعني أن كل خطوة لها في القدس، سواء كانت مبررة أو غير مبررة، حكيمة أو غير حكيمة، ستجلب لها الصواريخ من غزة”.
وفي صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية جاء:
“إنه إفلاس فقد انعكست الحالة الإبداعية.. في هذه الجولة، حماس هي التي وجهت إنذاراً لإسرائيل، وهي التي فتحت النار بضربة قوية، وهي التي أرادت التوقف بعد الحصول على صورة انتصار، لذا على الجيش الإسرائيلي إنهاء هذه الجولة بالنصر ومحاولة الوصول إلى محمد الضيف، حتى لا نخسر الحرب القادمة، فبعد يوم آخر من أعمال الاحتجاج في القدس، وفي يوم من المفترض أن يكون عطلة في المدينة، فقدت إسرائيل قدرتها على الردع”.
كما نشرت “إسرائيل اليوم” العبرية:
“هذا الجهد المتعدد الأوجه أدى لتعليق مناورات هيئة الأركان العامة التي بدأت بوقت سابق، وهذا إنجاز آخر لحماس، فبدلاً من استعداد الجيش للحرب في ساحته المركزية الشمالية ضد حزب الله، فإنه وجد نفسه في صراع مع غزة، رغم أن الساحة الفلسطينية كانت ثانوية وجزءاً من تمرين قيادة الأركان، لكنها فرصة جيدة للجيش لمعرفة ما إذا كان مستعداً بالفعل للقتال متعدد الساحات، وإلى أي مدى” وأضافت الصحيفة “من الأفضل للجيش فحص التقييمات الاستخباراتية التي أصدرها في الأسابيع الأخيرة، حيث يزعم أن حماس مردوعة، وستحاول إشعال القدس، مع الحفاظ على الهدوء في غزة، وهي تقييمات ثبت أنها خاطئة، وربما أدت إلى سوء السلوك العسكري المطلوب لإعادة الحساب، ولكن بتكلفة أعلى بكثير لإعادة مقاليد الأمور إلى نصابها”.
هذه الأحداث سبقها الكثير من تحذيرات “محللين ومسؤولين” إسرائيليين التي أنذرت بأن “إسرائيل” وضعها الأمني والداخلي بخطر وأنها غير مستعدة لشن حرب مع محور المقاومة، ويبدو أيضاً أنها لم تكن تتوقع أن تكون الحرب مع فصائل المقاومة الفلسطينية، فتفاجأت بقدراتهم وإمكانياتهم التي لم تكن بحسبانهم، لتكون “إسرائيل” اليوم أمام مشهد لم يكن بحسبانها الأمر الذي قد تحتاج إلى المزيد من الوقت للانتهاء من حالة التصعيد هذه وقد يُجبرها على تقديم بعض التنازلات، وفقاً لما أكده رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو” عندما قال: “هذه المعركة ستأخذ وقتاً”.