أثر برس

“إسرائيل” و”داعش”.. عندما يختلف الاسم وتتفق المصالح

by Athr Press R

يبدو أن ما تحدث عنه الرئيس التركي رجب طيب آردوغان قبل أكثر من شهر حول قيام الولايات المتحدة بنقل ما تبقى من قيادات وعناصر تنظيم “داعش” في مناطق شرق الفرات إلى مدينة سيناء بدأ يتبلور بشكل أكثر وضوح، حيث ظهر خلال الأسابيع الأخيرة تركيز منصة “التنظيم” الإعلامية على ذراعها في مصر والمتمثل بـ “ولاية سيناء”

حيث نشرت صحيفة “النبأ” الإلكترونية التابعة ” للتنظيم” مقالاً تتحدث فيه عن نيتها القيام بهجمات موسعة على المدن المصرية و”اسقاط النظام المصري” الحالي، في مساعي واضحة من “التنظيم” للتركيز على ذراعه المتواجد في داخل سيناء خلال الأشهر الأخيرة.

وعبّر كاتب المقال عن أمله بأن ينجح من وصفهم بـ “جنود الخلافة” بإنهاء حكم السيسي، والسيطرة على العاصمة القاهرة، وتحويلها “لأرض الخلافة”، وأطلق الكاتب تهديدات عسكرية، قائلاً “إن المجاهدين سيشنون هجمات في جميع أنحاء البلاد قريباً” في تصعيد من الممكن أن يتلوه عمليات عسكرية.

توازى ذلك مع ما نشرته صحيفة “العربي الجديد” نقلاً عن مصادر خاصة عن توجيه الحكومة المصرية عدة طلبات لحكومة الكيان الإسرائيلي لتزويدها بمعلومات وإحداثيات عن مناطق تمركز “التنظيم” في شرق سيناء على الحدود مع فلسطين المحتلة قابلتها حكومة الكيان بالرفض، ما يشير إلى رفض “إسرائيل” توجيه ضربات لـ”التنظيم”.

وبثّ قبل أسابيع فيديو لـ”لتنظيم” عبر وكالة “أعماق” يظهر قيام قياديين بحملة إعدامات ميدانية لأشخاص وصفوا “بالمرتدين” لصلتهم بحركة حماس في قطاع غزة التي تعد أحد أهم أعداء “التنظيم” في المنطقة.

ماذا يعني وجود تنظيم داعش في سيناء بالنسبة “لإسرائيل”؟

وجود تنظيم “داعش” في سيناء بات يمثل شرطي حدودي لكيان الإحتلال يمنع من خلاله عمليات تهريب الأسلحة والصواريخ التي كانت تصل إلى داخل قطاع غزة، عن طريق أنفاق تصل قطاع غزة بشبه جزيرة سيناء وبدا ذلك جلياً من خلال مقطع الفيديو الذي أُعدم فيه أشخاص قالت مصادر فلسطينية أنهم كانو يقومون بتهريب أسلحة إلى الداخل الفلسطيني.

“إسرائيل” تحيط نفسها بداعش في سوريا ومصر

لا يقتصر موضوع وجود تنظيم “داعش” على الحدود المصرية فحسب، حيث ينتشر “التنظيم” على مساحة واسعة من الحدود السورية مع الجولان المحتل في صورة تظهر محاولات الكيان لحماية حدودة عن طريق عناصر من تنظيم “داعش”، ويرى أحد الخبراء العسكريون أنه لا طريق إمداد ودعم لتنظيم “داعش” سواء في سوريا أو مصر إلا عن طريق الجانب “الإسرائيلي”، كون مناطق سيطرته في سوريا محاطة بفصائل معارضة تخوض معه يومياً اشتباكات، و تحاط مناطق سيطرته في سيناء بالجيش المصري، ولا يمكن لأي قوة عسكرية أن تستمر دون دعم وإمداد وبذلك لا يبقى أمامنا سوى “إسرائيل”.

بالمقابل بثت مواقع أجنبية تسريبات حول حديث في المجلس العسكري “الإسرائيلي” يدرس القيام بعملية عسكرية في الداخل السوري بحجة القضاء على تنظيم “داعش” بعد نجاح التجربة التركية في عملية “درع الفرات” شمال حلب، فهل تكتفي “إسرائيل” بحماية حدود فلسطين المحتلة بعناصر من تنظيم “داعش”؟

أم أنها تنوي القيام بعمليات عسكرية مستقبلية مشرعنة ذلك بحجة حماية حدودها من “التنظيم”؟

اقرأ أيضاً