خطوات عربية عدة ولافتة طرأت على الساحة السياسية السورية، وبعض هذه الخطوات كانت الأولى من نوعها، وأثارت إشارات استفهام عدة عن مصير هذا التقارب العربي من سوريا، وسبب تمسّك بعض الدول العربية بموقفها الرافض لاستئناف العلاقات مع دمشق.
صحيفة “رأي اليوم” لفتت إلى أن التقارب مع سوريا ما يزال غير مكتمل ويحتاج إلى عناصر عدة، حيث نشرت: “إن التقارب مع سوريا ينقصه عدد من الإصلاحات الدولية، أهمها أن يُطلب من سوريا رسمياً أن تعود إلى الجامعة العربية، ولا يجوز القول عودة سوريا أو السماح لسوريا بذلك، لأن وجود سوريا في مقعدها في الجامعة العربية هو مكسب للأخيرة ولكل الدول الأعضاء، ويجب أيضاً أن تعود العواصم العربية و الغربية إلى دمشق وتنهي القطيعة (..) والأهم أن يتذكروا جميعهمةأن الحصار على سوريا يعني الحصار غير المباشر على من يقبل بذلك، ولبنان أول الدول التي عانت من حصار سوريا، ولو نزلت المعارضة اللبنانية (14 آذار) عن شجرة البغض لسوريا، لكان لبنان بألف خير أقله في ملف النازحين الذي يكبد لبنان مليارات الدولار، ولائحة الدول التي تستفيد من العلاقة مع سوريا تطول، وسوريا ستصبح لاعباً دولياً هاماً في العالم الجديد”.
أما فيما يتعلق بموقف الدول التي ما زالت تتمسك بموقفها الرافض لاستئناف العلاقات مع سوريا، فنشر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني مقالاً تحليلياً لفت فيه إلى أنه “ما تزال بعض الأطراف مترددة في إعلان رغبتهاةفي الانضمام إلى الأصوات المنادية بإنهاء القطيعة، وذلك التردد لا يعني الرفض ولكنه يعبر عن نوع نادر من الحياء السياسي، ذلك لأن العرب بمؤسستهم السياسية الجامعة لم يثبتوا أنهم بمستوى المسؤولية التاريخية التي وقعت عليهم يوم قُدر لهم في الحرب السورية”.
وعن خلفيات هذا الانفتاح العربي على دمشق نشرت صحيفة “الأهرام” المصرية:
“فى تحليل الانفتاح العربى الأخير على سوريا جرى استخدام مصطلح دبلوماسية الزلزال للإشارة إلى أن الزلزال المدمّر الذى ضرب سوريا الحبيبة هو ما أدّى للإسراع بالانفتاح عليها، ومثل هذا التحليل يصدق جزئياً لأنه كان من المستحيل الوقوف موقف المتفرّج أمام المشاهد الإنسانية شديدة الإيلام التى تنقلها الفضائيات من اللاذقية وإدلب (..) لكن فى الوقت نفسه فإن الأساس لتفعيل دبلوماسية الزلزال هذه كان موجوداً قبل سنوات، وقضية مشاركة سوريا فى القمة العربية الأخيرة بالجزائر كانت مطروحة بقوة قبل أن يتّم تأجيلها، فالكوارث الطبيعية تخلق تعاطفاً إنسانياً مع الدول التى تصاب بها، لكنها لا تُحدث استدارة حقيقية فى السياسات الخارجية التى تبنى على المصالح”.
وفق التقديرات والتحليلات السياسية فإن المتغيرات العالمية التي طرأت على الساحة الدولية، منذ بداية 2022 كان لها دور كبير في تعديل بعض السياسات العربية إلى سوريا.