خاص || أثر برس لم تعد وجبة الفلافل من المأكولات الشعبية في محافظة اللاذقية، والتي بقيت لسنوات طويلة وجبة الفقير المحببة والمناسبة له وفقاً لمدخوله اليومي أو الشهري المحدود.
قبل سنوات الحرب كانت سندويشة الفلافل تباع بـ 10 ليرات ولكن خلال السنوات الماضية ازداد سعرها مع ازدياد أسعار المواد الغذائية بشكل مباشر ليصل سعر السندويشة الواحدة لـ 3000 ليرة، لتتخلى بذلك الفلافل عن مكانتها التي احتلتها على رأس قائمة الأكلات الشعبية في اللاذقية وتلحق بركب الوجبات المكلفة للعائلة
تقول السيدة أم يوسف -أم لأربعة أولاد- لـ “أثر”: “اعتدنا على أكل الفلافل لأنها وجبة رخيصة مقارنة بأسعار اللحومات، ولكن اليوم مع غلاء المواد الغذائية أصبحت حتى سندويشة الفلافل عبئاً علينا بعد أن كانت في متناول اليد”.
وأضافت أم يوسف: “بحسبة بسيطة إذا أرادت عائلة مؤلفة من 4 أشخاص شراء أربع سندويشات فلافل فيكلفها ذلك 12 ألف ليرة مقابل وجبة واحدة بالأسبوع وفي حال شرائها أربع مرات في الشهر فإن ذلك يتطلب 50 ألف ليرة وهو مبلغ يساوي نصف الراتب الذي يتقاضاه رب الأسرة من وظيفته، ومنهم أنا وزوجي مع العلم أن وجبة الفلافل كانت من الوجبات الأساسية سابقاً على موائد الإفطار لرخص ثمنها، لكن شراءها اليوم أصبح مكلفاً جداً وبحاجة لرصد ميزانية”.
بدوره قال غيث لـ”أثر”: “كنا في السابق نشتري سندويش الفلافل جاهزة ولكن مع ارتفاعها المتتالي أصبحت أعدها في المنزل بعد شراء مكوناتها المؤلفة من الحمص واللوازم الأخرى لنوفر ثمن السندويش، ولكن اليوم حتى هذا الإجراء بات صعباً علينا”، مدللاً على ذلك بأن “كيلو الحمص أصبح ثمنه 14 ألف ليرة وليتر الزيت 23 ألف ليرة وكيلو الخيار 3000 ليرة والبندورة 2500 ناهيك عن مصروف الغاز والخبز أيضاً، وبناءً على هذه الحسبة يتطلب تجهيز الفلافل في المنزل مبلغ يتراوح بين 40 – 50 ألف ليرة مع العلم في السابق كانت أكلة الفلافل تعتبر كباب الفقراء لرخص ثمنها، لذلك أصبحت تناول هذه الأكلة محصوراً بيوم أو يومين في الشهر خصوصاً يوم الجمعة”.
وعن سبب ارتفاع أسعار الفـلافل، أوضح أبو عبدالله وهو صاحب محل فلافل في حي الرمل بمدينة اللاذقية لـ”أثر” أن ارتفاع سعر السندويشة مرده ارتفاع أسعار المكونات والمواد الداخلة في إنتاجها والتي تتضمن الحمص، زيت القلي، المخللات، الخبز، الخضار، بالإضافة إلى الارتفاع الأخير في سعر أسطوانة الغاز الصناعي.
وبين أبو عبدالله أن زيادة أسعار سندويش الفلافل تمت بعد زيادة الأسعار في التكاليف والمواد الأولية بالنسبة لأصحاب المحلات، متسائلاً “كيف لصاحب المطعم أن يشتري أسطوانة غاز برقم كبير، ويدفع أجور مضاعفة للعمال عن الأجور السابقة؟ ناهيك عن الزيت الذي ارتفع سعره الضعف أيضاً، وبعد كل ذلك سيبيع السندويشة بسعر غير مناسب”.
تجدر الإشارة إلى أن الأسواق السورية تشهد منذ مدة ارتفاع في أسعار المواد الغذائية بشكل يومي مرده الأول لتذبذب أسعار المحروقات.
زياد سعيد – اللاذقية