خاص ||أثر برس لم تسلم المعامل المصنعة لقوالب الثلج في سوريا من أزمة الكوليرا، حيث تم إغلاق العشرات منها ضمن خطة مكافحة وباء الكوليرا بعد تسجيل إصابات متزايدة وخاصة في المناطق التي لا تتوفر لديها المياه.
يقول قحطان الراشد أحد القاطنين في ريف العاصمة، في حديث لـ”أثر برس”: إنه كان يضطر أن يشتري ألواح الثلـج يومياً، نظراً لحاجة أسرته لحفظ الطعام ولشرب المياه الباردة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ولكن منذ أكثر من 10 أيام لم يشترِ بعد إغلاق معظم معامل الثلج.
ولفت إلى أن معظم الأهالي كانوا يستعينون بقوالب الثلج بعد شح المياه وانقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد عن 15 ساعة يومياً.
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الماضية انتعشت مهنة بيع قوالب الثلج بشكل كبير في عدد من المدن السورية، وازدهرت وأصبحت مصدر رزق جيد للكثيرين، وتجارة رائجة في معظم محافظات سوريا.
بالمقابل يؤكد باسل الأبرش عامل في أحد معامل صنع قوالب الثلج في ريف دمشق لـ “أثر برس”: “يقوم معظم أصحاب معامل الثلج بخلط المياه بمواد ملحية لتسريع عملية التجميد وزيادة الإنتاج بهدف تحقيق الكسب السريع”.
وبيّن أن المعامل وفي ظل عدم توفر المياه في ريف دمشق بشكل كثيف تقوم باستخدام المياه السطحية التي تُستعمل لري المزروعات، في صناعة قوالب الثلج؛ لأن تكلفتها أقل من المياه الجوفية العذبة والمياه المعقمة، فضلاً عن عدم اتباعهم معايير النظافة، وهو ما يفضي إلى تلوث قوالب الثلج التي أدت لحوادث تسمم كثيرة.
وكانت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق قد ضبطت مؤخراً 10 معامل لتصنيع الثلج تستخدم مياه مُجرثمة في إنتاج ألواح الثلج، ما أدى إلى انتشار حالات التسمم والالتهابات المعوية التي تنتج عن استهلاك مواد فاسدة.
وأشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق عمران سلاخو في تصريح لـ “أثر برس”: بأن المديرية نظمت ضبوط بحق معامل تصنيع الثلج المخالفة للمواصفات، حيث تبيّن بعد سحب عينات منها أن بها ارتفاع بنسبة بعض الجراثيم.
وبيّن أن المديرية قامت بإيقاف عدد من هذه المحلات احترازياً ريثما تصدر نتائج العينات ليبادر بعدها إلى تنظيم الضبوط ومحاسبة المخالفين، وذلك حرصاً على سلامة المواطنين.
وختم سلاخو حديثه قائلاً: إن العقوبات تصل إلى حد الإغلاق، مع كتابة تعهد بالالتزام في الإجراءات المتخذة والتعليمات النافذة، وفي حال المخالفة تطّبق الإجراءات القانونية اللازمة، مع القيام بجولات يومية ودورية وحملات على المحال.
وتعدّ أمراض الكوليرا والتهاب الكبد والتهاب المعدة والأمعاء من أكثر الأمراض التي قد يسببها شرب الماء الملوث، حيث أن تناول المياه الملوثة ينتج عنها أعراض عديدة أبرزها التسمم والغثيان والتقيؤ والمغص والإسهال وآلام في البطن وقد يصل الأمر لجفاف الجسم.
نور ملحم