خاص || أثر بداعي السفر ولأن الشرط هو تعلم لغة الدولة التي سوف تستضيف الشخص، يضطر عدد كبير من الشباب والفتيات إلى التسجيل بدورات “كورسات” لتعلم اللغة فمنهم من يتعلم الألمانية أو الإنكليزية والفرنسية والروسية والأغلبية يقبلون أيضاً على تعلم دورات قيادة الحاسب (icdl) لأجل الحصول على فرصة عمل في دولة أخرى.
تقول وفاء (سنة رابعة في كلية الآداب قسم اللغة العربية) إنها اضطرت مجبرة لأن تخضع إلى دورة في اللغة الإسبانية؛ لأنّ خطيبها في إسبانيا ومن شروط السفر وجود وثيقة ضمن أوراقها تثبت خضوعها لدورة محادثة في اللغة الإسبانية.
وتضيف لـ “أثر” أنها لازالت في الكورس الأول وكلفته 50 ألف لمدة أسبوعين وكلما انتهت كورس تنتقل لكورس آخر ويرتفع السعر مثلاً المستوى الثاني بـ 75 ألف والثالث بـ 110 آلاف وهكذا إلى أن تصل إلى المستوى الخامس بـ 200 ألف لأنه مرحلة متطورة بالمحادثة والكتابة.
بدوره، يوسف فقد سجل مؤخراً دورة في اللغة الألمانية فهو ينتظر فرصة عمل في مدينة ألمانية وبحاجة لأن يمكّن نفسه من بعض الكلمات المتداولة التي يستطيع من خلالها (أن يمشي حالو)، موضحاً أنه قرر الخضوع لمستويين من أجل الحصول على شهادة نطق باللغة ودفع مبلغ 150 ألف لكل مستوى 75 ألف، لافتاً إلى أنه لا يستطيع التسجيل لمستوى متقدم لأن كلفته عالية وهو لا يملكه.
وبحسب ما رصدته مراسلة “أثر” فقد تراوحت الأسعار في معاهد تعليم الحاسوب بين معهد وآخر، حسب مكان تواجده حيث معاهد ريف دمشق بلغ التسجيل بها 125 ألف ليرة لدورة قيادة الحاسب (icdl) لمدة شهر وبدوام يومي مدة ثلاث ساعات و8 جلسات مع عطلة يوم الجمعة، فيما سجلت نفس الدورة في مدينة دمشق 200 ألف لمدة 10 جلسات وكل جلسة مدتها ساعتين مع عطلة يومي الجمعة والسبت.
وفي السياق ذاته، قال مدير أحد المعاهد الخاصة لـ “أثر”: “أسعار دورات اللغات متفاوتة بين معهد وآخر، وتراوحت أسعار دورات اللغة الانكليزية من المبتدئ حتى مراحل متوسطة ومتقدمة حيث وصلت لـ 150 ألف ليرة سورية عن كل مستوى من دون الكتب التي يبدأ سعرها من 10 آلاف ليرة، ويرتفع بحسب مستوى الطالب باللغة”.
وفيما يخص اللغة الألمانية بيّن صاحب المعهد أن هناك أعداد قليلة لديه في التسجيل على اللغة الألمانية لذلك فإن أستاذ المادة يعطي جلسات خاصة لمن يود بـ 40 ألف للجلسة الواحدة ومدتها ساعتين، أما اللغة الإنكليزية فهي عبارة عن 6 جلسات بـ 150 ألف ليرة، على حين دورة قيادة الحاسب 10 جلسات تتراوح بين 175 بدون امتحان و225 مع امتحان وشهادة معتمدة في قيادة الحاسب.
وعن الإقبال على تعلم اللغات، قال مدير المعهد لـ “أثر”: “مع قدوم العطلة يقوم الأهالي بتسجيل أبنائهم محادثات في اللغة وليس منهاج تعليمي أما اللغات الأخرى كالألمانية والإسبانية وغيرها فجميع من يسجلون بها لهم ظروفهم الخاصة كالسفر للعمل أو للإقامة أو الدراسة وغير ذلك”.
من جانبها، مدرّسة اللغة الألمانية باتريسيا فولغا التي تدّرس في أحد المعاهد الخاصة بدمشق، بيّنت لـ “أثر” أن أغلب معاهد تعليم اللغة الألمانية تكون على منهاج (Schritte internationalen)، وهو يخول الطالب للدخول إلى امتحان اللغة الألمانية، بعد أن يقضي شهرين ونصف في دورة المستوى الواحد وتختلف تكلفة الدورة حسب نظام التدريس، فعلى سبيل المثال تبلغ تكلفة المستوى 200 ألف ضمن مجموعة تضم عشرة طلاب، بينما يتقاضى المعهد لقاء دورة محادثة 150 ألف.
وبحسب جولة لمراسلة “أثر” فقد لوحظ أن الإقبال الأكثر هو على اللغة الألمانية والإنكليزية؛ أما باقي اللغات فبات واضحاً بأن اتباعها هو من حب الاطلاع على ثقافات وحضارة البلاد الأخرى.
دينا عبد ــ دمشق