يعاني الشمال السوري من عدة ملفات شائكة ومتداخلة مع بعضها، فمنها موضوع “المنطقة الآمنة” والموقف السوري والروسي والتركي منها، ومعركة إدلب، والحديث عن الأهداف الأمريكية من إبقاء عدد من الجنود الأمريكيين شمالاً، والجدير بالذكر أن معظم مناطق الشمال السوري تنتشر فيها الفصائل المسلحة والوحدات الكردية، وتخضع لصراع نفوذ بين هذه المجموعات المنتشرة.
صحيفة “العرب” تحدثت عن مصير المسلحين الموجودين شمالاً، فنشرت:
“المسلحون وعائلاتهم الذين انتقلوا إلى الشمال السوري ورفضوا التسوية مع الدولة السورية باتوا يخضعون للهيمنة التركية أو لهيمنة جبهة النصرة والمكوث في مناطق هي نفسها عرضة للهجوم في وقت لاحق”.
وتحدثت “ملليت” التركية عن خيبة الأمل التي لاقتها المشاريع التركية في الشمال السوري بسبب كل من روسيا وأمريكا، فورد فيها:
“تناقش أنقرة مسألة شرق الفرات مع واشنطن، وتجري مباحثات مع موسكو بخصوص غرب الفرات وإدلب.. لا يمكن القول إن البلدين يتبنيان الطروح التركية، وإن اختلفت مسوغاتهما في هذا الخصوص.. ويرى البلدان أن الحل بالنسبة لتركيا في سورية لن يكون إلا عن طريقهما لكن الدولة السورية بدأت بدخول مناطق شرق الفرات بالتعاون مع روسيا، والولايات المتحدة قررت إبقاء عدد من قواتها لمنع العملية التركية شرق الفرات”.
وسلطت صحيفة “الشرق الأوسط” الضوء على مخاوف أمريكا في سورية والتي دفعتها لإبقاء جزء من قواتها شمالاً، فقالت:
“بسبب المخاوف التي تعاني منها أمريكا في سورية، بدت السياسة الأمريكية المتعلقة بسورية موجهة فقط ضد تنظيم داعش.. وتراجع ترامب عن قراره بالانسحاب عندما قرر الإبقاء على 400 جندي من القوات الخاصة الأميركية في سورية على الأقل في الوقت الراهن يطمأنه، ولكن لا يعالج مخاوفه بشأن أولويات أميركا وبقاء نفوذها في المنطقة”.
مشكلة الشمال السوري تعد مشكلة شائكة فعلاً، وذلك بسبب تدخل عدد من القوى وبشكل غير شرعي بهذه المنطقة، حيث القوات التركية والفصائل المدعومة منها، والقوات الأمريكية والوحدات الكردية التي لا تزال مصرة على التواصل مع الأمريكان، إضافة إلى الصراع المستمر بين هذه القوى وبين عناصر كل قوة لوحدها، إذ لا تزال الاقتتالات والخلافات مستمرة بين الفصائل المسلحة، إضافة إلى توتر العلاقات بين تركيا وأمريكا، هذا الواقع يشير إلى هشاشة وجود هذه القوى شمالاً ويساعد أكثر على خروج القوات الأجنبية التي تفتقد الشرعية وبالتالي القضاء على الفصائل المسلحة وعودة جميع الأراضي إلى الدولة السورية، الأمر الذي تقترحه المشاريع الروسية باستمرار بموافقة الدولة السورية.