تحدثت وسائل إعلام مختلفة ومنظمات إنسانية عن الظروف الإنسانية السيئة التي يعيشها السوريون في مراكز الإيواء في ليبيا، مطلقين نداءات مختلفة لإنقاذهم.
حيث نشرت صحيفة “أتلايار” الإسبانية تقريراً قالت فيه: إن “الأزمة الاقتصادية المثيرة للقلق في سوريا إلى جانب نقص الغذاء والدواء التي تضاف إلى تداعيات الحرب، دفعت آلاف السوريين إلى ترك وطنهم بحثاً عن مستقبل أفضل”.
وأضاف التقرير: إن “السوريين الفارين من أهوال الحرب والظروف المعيشية الصعبة، والذين يحاولون الهجرة إلى أوروبا، يجدون أنفسهم محتجزين في مراكز الإيواء الليبية، وعرضة لانتهاكات منهجية لحقوق الإنسان”.
وذكرت الصحيفة أن المنظمات غير الحكومية الليبية ندّدت بما يحدث لـ اللاجئين السوريين العالقين في ليبيا، والذين يتجاوز عددهم 200 لاجئ، مشيرة إلى أنهم “يتعرضون لسوء المعاملة والتعذيب والحرمان من الطعام والدواء”.
كما حذرت هذه المنظمات من أن بعض الشكاوى التي قدمها الأقارب تشير إلى أن الجهات المسؤولة عن المركز تطلب فدية تصل إلى ألفي دولار مقابل الإفراج عن المعتقلين.
من جهته، “المرصد الأورومتوسطي”، لفت إلى أن “المحتجزين في ليبيا يتعرضون لمعاملة مهينة منها الضرب وعدم توفير الغذاء الكافي، إضافة إلى توفير مياه الشرب مرتين فقط في اليوم”، مشيراً إلى أن “اللاجئين المحتجزين يضطرون لدفع مبالغ تزيد عن ألف دولار مقابل الإفراج عنهم، من خلال ما يعرف بـ السماسرة الذين يتلقون هذه الأموال من خلال اتفاق بينهم وبين مدراء السجون.
وأعرب المرصد المذكور، في تقرير، عن استنكاره للظروف غير الإنسانية التي يعيشها المحتجزون في السجون من ضرب وإهانة، منذ لحظة اعتراض القوارب التي يعبرون بها من قبل خفر السواحل الليبي وحتى اقتيادهم إلى مراكز الاحتجاز.
وقُبض على ما يقارب 800 شاب سوري خلال الأشهر الأربعة الماضية، في أثناء محاولاتهم العبور إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط انطلاقًا من ليبيا، واقتيدوا إلى عدة مراكز احتجاز في العاصمة الليبية طرابلس، وهي سجن “الزاوية” و”أبو سليم” و”غوط الشمال” و”عين زاره”، حسب المرصد.
وكشف المرصد أن معظم الشبان المحتجزين هم من محافظة درعا جنوبي سوريا.
وفي السياق ذاته، تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي، صوراً لشبان قالوا إنهم سوريون محتجزون في ليبيا، وطالبوا بالإفراج عنهم بسبب الظروف اللاإنسانية التي يعيشونها.
وتتهم منظمات حقوقية السلطات الليبية بتعاونها مع أوروبا في عمليات إعادة اللاجئين القسرية عبر البحر المتوسط خلال عقد من الزمن.