أطلق الحرس الثوري الإيراني صباح أمس الأربعاء، أول قمر صناعي عسكري في مدار حول الأرض، من صنع محلي دون الاعتماد على الخارج.
ووفقاً لوكالة “أرنا” الإيرانية، فإن القمر الصناعي ” نور1″ استقر في مداره حول الأرض على مسافة 425 كيلومتر، وتم إطلاقه بواسطة حامل القمر الصناعي “قاصد” ذي الثلاث مراحل وثنائي الوقود الصلب والسائل، من صحراء إيران المركزية.
وبارك القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، نجاح إطلاق القمر الصناعي “نور”، قائلاً: “قوات الحرس دخلت مجال الفضاء وهذا الإنجاز أظهر أننا نستطيع وفي أي مجال بالتوكل على الله واستخدام قدراتنا الذاتية، من تحقيق نجاحات ملحوظة تحظى بقبول العالم”.
واعتبر سلامي أن الجيوش القوية اليوم لن تمتلك الخطة الدفاعية الشاملة ما لم تتواجد في الفضاء، مضيفاً أن “الحصول على هذه التقنية المتطورة التي تنقلنا إلى الفضاء وتنمي قدراتنا هي إنجاز استراتيجي”.
واشار سلامي الى أن استقرار قمر “نور” الصناعي في مداره، يُمكن أن يمنح إيران قوة استراتيجية مضاعفة في مجال الاتصالات وحرب المعلومات، مضيفاً “إننا نستطيع اليوم أن نشاهد العالم من الفضاء وهذا يعني زيادة المعلومات الاستراتيجية لقوات حرس الثورة الدفاعية”.
بدوره، قائد قوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زادة، أكد أن الوصول إلى الفضاء ليس اختياراً بل ضرورة لا مناص منها، وعلى البلاد أن تتبوّأ مكانتها في الفضاء.
أيضاً، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، بارك بنجاح إطلاق القمر الصناعي العسكري، معتبراً أنه “شكّل انطلاقة مباركة لتعزيز القوة الدفاعية من خلال التواجد في الفضاء الخارجي والتألق العلمي وتعزيز الاقتدار الردعي في إطار بلوغ الاكتفاء الذاتي للبلاد”.
من جهتها، الولايات المتحدة الأمريكية أقرت بنجاح إيران، حيث أكدت قوة أمريكية خاصة بمراقبة المجال الفضائي، أنها رصدت القمر الصناعي الذي أطلقه الحرس الثوري.
حيث أفاد السرب الـ 18 الخاص بمراقبة المجال الفضائي، عبر صفحته في “تويتر” أنه يتابع جسمين محلقين في الفضاء، الأول قمر “نور” الصناعي ورقمه 45529 في سجل الأجسام الفضائية، والثاني عبارة عن أحد مراحل صاروخ “قاصد” ورقمه في السجل 45530، ناجمان عن الإطلاق الفضائي من الأراضي الإيرانية.
الإنجاز الإيراني، يأتي بالتزامن مع التوترات الإيرانية ـ الأمريكية، خاصة بعد الاغتيال الأمريكي للواء قاسم سليماني، مطلع العالم الجاري، مع الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شعر بالخطر إبان إطلاق القمر، حيث كتب على “تويتر” بعد إطلاقه: “أصدرت توجيهات للبحرية الأمريكية بتدمير أي زوارق إيرانية إذا تحرشت بسفننا في البحر”، وردت إيران على الفور، قائلة: “ينبغي على الأمريكيين اليوم، بدلاً من ترهيب الآخرين، أن يركزوا كل جهودهم على إنقاذ أفراد قواتهم الذين أصيبوا بفايروس كورونا“.
ومن وجهة نظر محللين ومراقبين سياسيين، فإن إطلاق الحرس الثوري لهذا القمر يحمل رسائل عدة أهمها تشير إلى استعداد إيران في مواجهتها مع أمريكا.